بر الوالدين واجب على الأولاد ذكورهم وإناثهم شرعا ، وكذا طاعتهم فيما يقدر عليه والإحسان إليهم وخدمتهم بما يستطيع .
قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لههما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " .
وهذه الآية تخاطب الأولاد ذكورهم وإناثهم وليست مخصوصة بأحد الجنسين .
هذا من حيث الجملة ، ولكن قد يكون هناك ظروف تجعل أحد الأبناء هو الأقدر على خدمة الأبوين والقيام بشؤونهم بحكم تفرغه وعدم وجود مسؤوليات أخرى عليه ، فعندها يقال أن الواجب الملقى على هذا الابن سواء كان ذكرا او انثى أكبر من الواجب الملقى على غيره من الأبناء الذين قد يكون عندهم مسؤوليات اخرى تشلغهم وتمنعهم من التفرغ .
فمثلا البنت المتفرغة والتي تقيم مع والديها عليها مسؤولية أكبر من المسؤولية الملقاة على البنت المتزوجة والتي لها بيت و زوج وأبناء ، لأن البنت المتزوجة يقع على عاتقها أولا مسؤولية بيتها وزوجها وليست مسؤولية والديها ، فحق الزوج مقدم على حق الوالدين ، وإن كان عليها برهما بما تستطيع أيضا ولا يتعارض مع حق زوجها وبيتها .
ولكن هناك أمور في المقابل تحتاج إلى رجال كمثل النفقة والتكسب فمثل هذه الأمور يسأل عنها الأبناء الذكور من حيث الأصل إذ ليست مسؤولية البنت هي النفقة .
وإذا وجد مثلا ابن متزوج وبنت متزوجة ، فمسوؤلية الابن أكبر في مثل هذه الحال من مسؤولية البنت لانشغال البنت ببيتها وزوجها كما أسلفنا .
فالخلاصة أن المسألة تختلف باختلاف ظرف الابن ذكرا كان أو أنثى وحاله وانشغاله وفراغه وقدرته ، والله اعلم
26 مشاهدة
