بالتأكيد، فأساس هذه النصيحة قائم على تأثير البرمجة على طريقة التفكير وحل المشكلات، فبعض الدراسات تؤكّد أن تعلّم البرمجة يمكن أن يساعدك على تحسين أدائك في المواد الأخرى التي تدرسها أو تتعلمها. داخل البرمجة، تتعلم كيفية تقسيم المشكلة إلى خطوات فردية واستخدام لغة يفهمها الكمبيوتر لإنشاء برنامج يعمل بشكل منطقي.
عند القيام بذلك، يمكنك تطوير عقليّة مُعينة للتعامل مع المشكلات ومُعالجة كميات كبيرة من المعلومات الضرورية للتغلّب على أي موضوع جديد. تعلّم البرمجة هو أكثر من مُجرّد تعلّم لغة الكمبيوتر، إنه يتعلّق بإنشاء عقليّة فعّالة ومُنتجة لحل المشكلات التي ستؤثر بشكل إيجابي على أي مسعى فكري جديد تقوم به.
ومن وجهة نظري كشخص عمل في البرمجة لفترة زمنية قصيرة تُقاس بالأشهر، أصِفُها بأنها كانت أحد أهم الفترات في حياتي، أضافت لي الكثير من ناحية طريقة التفكير التحليلي والمنطقي، والاهتمام بالتفاصيل، وأهدتني من الصبر الكثير، بالإضافة إلى ذلك الشعور الغامر الذي لا يُعادله شعور عند حل الثغرات والأخطاء. يمكنك أن تجد المتعة في البرمجة. القدرة على إنشاء شيء من لا شيء أمر مُبهج. تعلم البرمجة هو أيضًا مكافأة في حد ذاته. يمكنك أن تشعر بأن عقلك ينمو عندما تتعرف على المفاهيم والأدوات الجديدة.
وفي عالم تسوده التكنولوجيا إلى حد كبير، يمكن لتعلّم البرمجة أن يفتح فرصًا شخصية ومهنية. بغض النظر عن عمرك أو خلفيتك التعليمية أو مهنتك الحالية، فإن تعلّم البرمجة هو مهارة يجب على الجميع التفكير في إضافتها إلى مهاراتهم.
إذا كنت ترغب في العمل لحسابك الخاص أيضاً، أو لديك القدرة على العمل أثناء السفر أو أثناء أوقات الفراغ، فقد تكون البرمجة طريقة رائعة للدخول في عالم الأعمال الحرّة. نظرًا لأن البرمجة هي مهارة ذات قيمة عالية في الوقت الحالي، فإن العديد من الشركات على استعداد للاستعانة بمصادر خارجية للعمل. هذا يعني أن المبرمجين المهرة لديهم القدرة على إنشاء جدولهم الخاص وتقاضي أجور جيدة مقابل ذلك في نفس الوقت.
أو إذا كنت من النوع الذي لديه الكثير من الأفكار ويريد البدء في كل شيء، فالبرمجة تُعد مهارة رائعة بالنسبة لك حيث لن تضطر إلى البحث في مكان آخر عن مبرمج مما يعني توفير الوقت والمال، بالإضافة إلى أنه يعني إمكانية الاستمرار في التغيير والتطوير وإعادة التصميم مع تطور أفكارك ومُخطّطاتك.
هل من السهل تعلّم البرمجة لغير المُبرمجين:
عادةً ما يعتقد البعض بأن تعلّم البرمجة ليس بالأمر السهل وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعل الناس يمتنعون عن دخول الباب أو حتى طرقه. ولكن حتى المُبرمِج لم يُصبح مُبرمِجاً إلا بعد أن تعلّم لغة برمجة. أي أنّه لم يُخلَق مُبرمِجاً.
لكن الأمر المُميّز في تعلّم البرمجة، هو أنّ أي شخص يستطيع تعلمها، مهما كان تخصصك الجامعي أو خلفيتك التعليمية، ولا يستغرق الأمر العديد من السنوات ولا يكلفك الآلاف. حيث أنه يمكنك القيام بذلك إلى حد كبير عبر الإنترنت ومن منزلك، ويمكنك تعلّمها بمرونة تتناسب مع التزاماتك الأخرى.
وإذا أردت حقاً أن تبدأ التعلّم، فكما ينصح الجميع وأنصحك أنا أيضاً، أن تتعلّم لغة بايثون Python وهي لغة برمجة تتيح لك العمل بسرعة أكبر ودمج أنظمتك بشكل أكثر فعالية. يمكن أن يكون من السهل تعلّم Python سواء كنت مُبرمجًا لأول مرة أو لديك خبرة في اللغات الأخرى، حيث أن الشهرة الرئيسية لـ Python هي أنها سهلة الاستخدام. ومن السهل جدًا تعلّمها. وذلك لأن بناء الجملة نظيف ويمكن قراءته بسهولة. وستجد العديد من المواقع التي تقدم شروحاً تفصيلية لتعلّم اللغة بكل سهولة.