لا يقصد بهذه المقولة الإطعام بالذات، بل الإحسان إلى الشخص بشكل عام؛ فعندما تحسن للشخص فإنك تجبره أن يصون هذا الإحسان وأن يستحي من أن يسيء إليك، فما بالك لو أطعمته وأكلت معه وأصبح بينك وبينه خبز وملح!
بصراحة أنا أؤمن تماماً بهذه المقولة وأطبقها في حياتي، وألاحظ أن الناس عندما تحضر لهم الهدايا يمشون لك أمورك بشكل أسلس. ولا بد أن الإطعام بالذات يفضله الناس، وخاصة إذا قدمت لهم طبقاً من صنع يديك أنت.
لا بد أن لهذا تفسير أعمق مما نعتقد؛ فالأكل يحتوي على طاقة تؤثر على من يأكله، لذا يفضل خبراء الطاقة أن يأكل الأطفال من أيدي أمهاتهم ليبقوا أصحاء وليس من أيدي الخادمات أو من المطاعم التي تقدم الوجبات الجاهزة؛ فلا طاقة أجمل من طاقة الأم التي تطبخ لأبنائها من قلبها وتضع كل حبها وحنانها وعطفها في الطبق، فيأكل منه الأبناء لينعموا بالصحة والعافية التي يستمدونها من طاقة الطعام التي دخلت لأجسادهم.
ومن هنا أيضاً ينصح بعدم تحضير الطعام إذا كان الطاهي يشعر بمشاعر سلبية من حزن أو غضب مثلاً، حتى لا تنتقل هذه المشاعر للطعام ومنه لمن يأكله فيشعر بالسلبية وعدم الراحة.
فليس أجمل من أن تطبخ بحب للناس وأن تقدم لهم طعامك لتنتقل طاقتك الجميلة إليهم، فتؤثر بهم إيجابياً، ليقتربوا منك أكثر ويعاملوك بلطف شديد، وكأن طاقتك تنتقل إلى طاقتهم فيصبح هناك جزء منك داخلهم.
بالنسبة لي... فقد اشتهرت بوصفة بيتزا المعكرونة التي أحب أن أعدها بيدي وأن أشارك بها من أحب، فقد جربتها لأول مرة في حياتي عندما كنت معلمة للتوجيهي، فأعددتها للطلاب ليلة أول امتحان لهم، ومن ثم أعتمدتها وأصبحت أقدمها لمن أحب واشتهرت بها، ولعل أفضل ما في الوصفة كان إعدادي لها بكل حب لتنتقل طاقتي الإيجابية عن طريقها لمن أحب.
26 مشاهدة
