هل برأيك أن تطور شخصية الفرد وإنجازه في حياته قد يكون نتيجة أنه بالأصل شخص سعيد، وكيف ذلك؟

اكيد
اذا لم يكن سعيدا فهذا يعني انه غير سعيد و نقص السعادة يعيق الانطلاق للحصول على النجاح في الدراسة و غير الدراسة و هذا ما يؤدي الى احباط يسيطر عالفرد مما يؤدي الى تباطؤ في النمو النفسي و بالتالي ضعف الشخصية.
ما ذكرته الان هي تجربة شخصية عانيت منها كثيرا واحتجت الى سنين من العلاج حتى تحسنت بشكل يسمح لي بالعمل بعد ان كان ذلك مستحيلا فكنت اقدم استقالتي بحجة ان زملائي اهانوا لي كرامتي كانسان الى ان اقتنعت باني مريض نفسي و احتاج للعلاج. فتعالجت مما سمح لي بالعمل بمستوى تقني او فني بالوقت الذي انا فيه حاصل على اجازة ( 4 سنوات بعد الثانوية العامة) و كنت دائما من المتفوقين و لكن الذي فهمته من الطبيب المعالج بان المستوى العلمي لا علاقة له بالعمر النفسي مما شكل خللا في الاداء المهني . 
بمعنى اخر عندما تخرجت من الجامعة كان عمري ( وجودي في الدنيا ) 23 سنة و لكن عمري النفسي كان 17 سنة مما شكل اعاقة.
علي اثر العلاج وصلت الى عمر العشرين مما اتاح لي العمل كتقني محاسبة مع راتب قليل بدلا من اقوم محاسب عالي براتب جيد.
كل هذه المعاناة لان والدي عذبني منذ عمر 8 سنوات و حتى عمر 23 فصار جسدي يكبر دون ان يكبر عقلي.
لم يردع احد والدي فامي كانت شخصيتها ضعيفة و كانت ايضا تعاني من اضطهاد والدي و منذ 40 سنة لم يكن بالامكان التفوه بالحاجة للطبيب النفسي لان الناس كانوا يخافون ان تسري في العائلة و لدى الجيرة هذه المعلومة فيعتقدوا ان المريض مجنون وهذا يسي الى سمعة العائلة او ربما ستشير اصابع الاتهام الى الاهل خاصة اذا كان الاقارب و الجيران بعرفون ان الاب او الام يضطهدون ابنهم او ابنتهم و هنا يتعرض المعاني للوم شديد اللهجة من زوج المعتدي لقمعه و هذا ما حصل مع ابنة شقيقتي التي من عمر 4 سنوات كان والدها يركلها بقدمه و عندما صارت بالعاشرة و كان لديها وزن زائد فكان ينتقدها امام الزائرين و خاصة اثناء اصطحابها لشراء شيئ ( ثياب او حذاء او اي شيئ) فكان يمطرها باقبح الالفاظ و بصوت عال " يا دبة يا بغلة .....) فكانت تاتي حزينة فتحكي لامي ( جدتها ) التي كانت تواسيها ببعض الكلمات الحنونة.
استمر هذا الاسلوب و ابنة اختي تخزن قهرا فكلمت اختي يوما " يا اختاه لقد توقف نموي النفسي بسبب تعنيف و تحقير والدي لي و انت كنت تتصدين له بعض الاحيان لان والدتنا كانت شخصيتها ضعيفة. فحذاري يا اختاه ان يتكرر ما حصل معي و يحصل مع ابنتك خاصة ان اختها مدللة كثيرا كثيرا".  فاجابتني بانها دعته عدة مرات للكف عن هذا الاسلوب فلم يتوقف عن ذلك.
في احد الايام دخلت عند امي لاحضر لها العشاء فوجدت ابنة اختي حزينة فسالتها ما بها فاجابتني بانها بينما كانت تستحم قرع والدها الباب بشدة مما افزعها  ( كان عمرها 10 سنوات) قائلا لها بصوت عال امر ناهي : لا تسرفي باستعمال الماء " فاصيبت بنوع من الهلع فسارعت الى امي تاخذ من حنانها.
عند ذلك قررت الا اصمت فقرعت باب شقة اختي ( التي تسكن بنفس الطابق حيث تسكن امي ) ففتحت لي ابنة اختي الثانية المدللة جدا جدا و ذهبت فورا الى غرفة الجلوس فصرخت باعلى صوتي " ما الذي تريده من " مايا " ؟! تارة تبهدلها في الشارع لانها بدينة و تارة تبهدلها اما خالاتها و اولاد خالتها والان قمت بترويعها وهي تستحم ؟! فقام بطردي و بعد قليل اتت اختي و اسمعتني كلاما شديد اللهجة بان هذا لا يعنيني فاجبتها باني اخاف عليها ان يتوقف نموها النفسي.
في اليوم التالي علمنا من الاخت المدللة بان " ماما ضربت مايا كثيرا والدموع التي ذرفتها تملا كاسا".
اختي فضلت ان تقمع ابنتها " التي افشت اسرار العائلة " ارضاءا لزوجها الذي هو ايضا يعاني من البدانة و ينطبق عليه المثل القائل " لو الجمل بشوف حردبتو بيوقع و بفك رقبتو ".
نتيجة لعملية القمع حدث ما توقعته : مايا الان عندها احباط و كابة تمنعها من الدرس في الجامعة و دائما ترمي الكتب و المحاضرات و على فكرة منذ بدء انتقاد بدانتها يعني منذ 10 سنين و هي تتبع نظاما غذائيا قاسيا لتتخلص من جور و اضطهاد والدها و هو ما زال يزداد وزنا و اختي لا تعر ذلك باي اهتمام بحجة انها " مش فاضية بدها تحضر و تصحح لتلاميذها " فهي تعمل معلمة ثالث ثانوي و هاجسها ان بنجح تلاميذها في الامتحانات الرسمية لكي لا تفقد عملها.
الحق على من الان بان مايا صارت معاقة نفسيا مثلي نتيجة الاضطهاد المستمر لسنين؟ على اختي التي تتستر على اخطاء زوجها ام على الدولة التي انذك لم يكن لديها خط ساخن ام على المدرسة التي تعمل بها اختي التي لا ترحم ؟
موضوع للنقاش 

 ليس بالضرورة فيقولون "السعادة تولد من رحم المعاناة"، بالتأكيد هناك العديد من الناجحين في حياتهم كانوا أشخاص سعداء ومرفهين منذ الطفولة وآخرين العكس تماماً، الكثير من رجال الأعمال وأصحاب الإمبراطوريات المالية كانوا يعيشون في فقر مدقع ولا أعتقد أنهم كانوا سعداء في هذه الظروف!! بل بالعكس شكلت لهم حافز.

سأقول لك أكبر دليل على أن هذه النظرية ليست صحيحة 100%، أكبر مأساة من تهجير وقتل "نكبة 48" والتي جعلت العديد من الأسر تعاني من الفقر والمآسي "حتى أن جدتي حتى اليوم تذكر هذه الأحداث بالتفصيل" وبعد هذه المأساه أكمل الناس حياتهم ونجحوا كرجال أعمال وأطباء ومتعلمين من شتى المجالات، لا أقول أن النجاح يعني المال لكن لكل شخص منا هدفه الذي يسعى للوصول إليه وعند وصوله يعتبر ناجحاً. 

طبعا انا عندي قناعة انه الظروف وكل ما يتعلق بتحقيق اهداف الفرد بالاصل سببه انه هو شخص سعيد ومرتاح 

فمثلا انا شخصيا مش مرتاحة نفسياً وحياتي فيها الكثير من المشاكل واشعر انه هذا الامر عطلني عن القيام بالكثير من الاحلام والطموحات 
وطبعا الزواج بالنسبة لي كان مقبرة النجاحات والانجازات وبعدها انجاب الاطفال ولا اشعر ان عندي سعادة في الحياة تعطيني شعور انه لازم انجز واحقق كل اهدافي 

الله المستعان

من التجربة فإن النقص في السعادة هو ما يحفز المرء ليحصل عليها من خلال التطور والإنجاز, حيث تجد ان معظم اصحاب الإنجاز هم من الناس الذي افتقروا لكل مسببات السعادة, ولهذا تطوروا ليحصلوا عليها, بينما تجد ان معظم من توافرت لهم اسباب السعادة ليس لهم انجاز يذكر لإنه لم يعد يوجد لديهم الدافع للإنجاز, غير انه يجب التفريق بين السعادة ومسبباتها, فكم من شخص سعيد بدون ان يتواجد لديه الحد الأدنى من مسببات السعادة, وكم من شخص توافرت له كل مسببات السعادة, ولم يشعر بها, بل واقدم على الإنتحار.

ان تطور شخصية الفرد يبدأ منذ نعومة أظفاره و أثناء نشئته وتربيته من قبل أبويه وتأثير المجتمع المحيط به وبالتالي مفهوم السعادة وما يحتويه لديه يكون منوطا بما قد نشأ عليه. 
فقد يقوم الطفل بعمل إنجاز بسيط جدا و يلقى الثناء من والديه مما يجعله سعيدا بغض النظر عن صغره. وفي حالات أخرى قد يهمل الأهل إنجازات الطفل و بالتالي يصبح الانجاز حدثا طبيعيا وغير مميز و لا يبث السعادة في الطفل.
ويقاس على ذلك حياة هذا الطفل في ما بعد وقناعته بأهمية ما أنجز في حياته.

السعادة مرتبطة بالانجاز ولكن ليس بشكل مطلق يعني الفرد عندما يتذوق لذه النجاح فأن ذلك يسعده لان بكل بساطة يبدأ بالشعور أن ذا قيمه في المجمتع وأن لم يخلق عبثًا دون فائدة فالانجاز والسعي نحو هدف سواء كان الهدف قصير المدى او على مدى طويل يسعد الفرد لان ببساطه لديه خطه متجهه نحوها كلما اقترب منها زادت سعادته وكما أيضًا هذا الانجاز يجعل الفرد متطلع على ذاته بشكل اكبر ليس لديه الوقت الكافي للاطلاع على الاخرين وما لديهم وهذا يجعل الانسان قنوع وراضي والرضا أيضًا سعادة فنعم الانجاز مرتبط بالسعادة ويحال أن يكون انسان سعيد دون أن يكون اه معنى أو فائدة