هل باب الكعبة جزء من الملتزم وما هو حكم الدعاء عند الملتزم والتشبث بأستار الكعبة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الظاهر من الأحاديث التي وردت في الملتزم أن باب الكعبة ليس جزءا منها ، وإنما مكانه ما بين الركن ( الحجر الأسود) والباب ، ولكن الالتزام لجهة باب الكعبة وما جاورها من جدار الكعبة جائز أيضا وليست المشروعية مقتصرة على ما بين الركن والمقام ، لأن الأحاديث الواردة في ذلك - وإن كان هناك نظر في سندها وبعض  العلماء ضعفوها - ورد فيها التزام الصحابة لجدار الكعبة من الركن إلى الحطيم ( حجر إسماعيل ) .

 روى أبو داود وأحمد  عن عبد الرحمن بن صفوان قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم .

فذكر في هذا الحديث استلام الصحابة للبيت من الباب إلى الحجر .

وروى أبو داود وابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه قال : طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله  .

فذكر في هذا الحديث استلامه ما بين الركن والمقام .

وروي في ذلك آثار عن الصحابة كابن عباس وغيره رضي الله عنه .

وتسميته متلزماً جاءت من التزامه ، فالداعي عنده لما يضع وجهه وكفيه وذراعيه وصدره عليه فقد التزمه وأمسك به .

والدعاء عنده مستحب بشرط ألا يضيق على غيره ولا يؤذيهم ، واستحبابه لتعظيم المكان ولما في هذه الصورة من الالتزام من إظهار الخضوع والذل بين يدي الله تعالى .

أما التشبث بأستار الكعبة فلم يرد فيه نص خاص ولا روي عن السلف الصالحين ، لذلك لا ينبغي فعله ولا أصل له، وإنما المشروع هو التزام الكعبة أو جدار الكعبة ذاتها .

قال ابن باز لما سأل عن التزام الكسوة ( أما كونه يتشبث بالكسوة أو يتمسك بالكسوة ويظن أن هذا فيه بركة فهذا لا أصل له، لا نعلم له أصلاً.).

والله أعلم