الانتشار هو توزع جزيئات المادة بشكل متساو داخل الفراغ أو الحيز المتاح لها من خلال حاجز غشائي حيث تنتقل جزيئات المادة من المنطقة ذات التركيز المرتفع إلى المنطقة ذات التركيز المنخفض حتى يتساوى التركيزان فيحصل التوازن. وتعتمد عملية الانتشار على حركة الجزيئات العشوائية داخل الفراغ فتبدأ بالاصتدام ببعضها وتبتعد حتى تملأ أي حيز متوفر.
يحصل الانتشار بصورة أسهل في المواد الغازية وأقل في المواد السائلة ولكنه لا يحصل في المواد الصلبة والتي لها شكل ثابت وحجم ثابت، فالمواد الغازية تمتاز بحركة الجزيئات العشوائية وضعف ارتباط الجزيئات فهي أكثر تباعدا وأقل تصادما ببعضها فتنتشر بسرعة أكبر. لذلك نلاحظ تسرب الهواء والروائح المختلفة لتنتشر في الأماكن المغلقة كالغرف والمكاتب حتى مع عدم وجود تيارات هوائية لتدفعها لتملأ الحيز بكامله.
وتعتمد خاصية الانتشار على عدة عوامل منها:
درجة الحرارة؛ فكلما زادت درجة الحرارة زادت سرعة الانتشار تتناسب درجة الحرارة طرديا مع الطاقة الحركية لجزيئات المادة مما يساعد على سرعة الانتشار.
فرق التركيز؛ فالجزيئات تنتقل من التركيز المرتفع إلى التركيز المنخفض وكلما كان هناك فرق أكبر في التركيز كلما زادت سرعة الانتشار.
حجم الجزيئات؛ فالجزيئات الصغيرة تنتشر بسرعة أكبر من الجزيئات الكبيرة أي أن التناسب بين حجم الجزيئات وسرعة الانتشار تناسب عكسي.
حالة المادة؛ فالانتشار يكون أسرع في المادة الغازية وأقل في المادة السائلة ويصح معدوما في المادة الصلبة.
ومن أهم الأمثلة على انتشار الغازات عملية التنفس داخل أجسام الكائنات الحية؛ فأثناء التنفس يكون تركيز غاز الأكسجين داخل الرئة أعلى من تركيزه في الدم وهكذا ينتقل الأكسجين عبر الرئة إلى الدم من منطقة التركيز المرتفع إلى منطقة التركيز المنخفض، وبالمثل ينتقل غاز ثاني أكسيد الكربون من الدم حيث يكون تركيزه مرتفعا إلى الرئة ذات التركيز المنخفض.
ويمكن توضيح انتشار الغازات بتجربة بسيطة:نحضر غاز ملون مثل ثاني أكسيد الأوزون ونضغطه في دورق مغلق ونسد فوهة الدورق بورقة ونضع فوقه دورق آخر فارغ. عندما نسحب الورقة بين الدورقين نلاحظ انتشار جزيئات غاز ثاني أكسيد الأوزون في الدورق الفارغ حتى تملأ المكان ويستمر الانتشار حتى يحصل توازن في تركيز الغاز بين الدورقين. لمتابعة التجربة اضغط
هنا