تهويل الأمور غالبًا ما يعود
لعدم امتلاك مهارات حل المشكلات والافتقار للمعرفة الكافية عند التعرض للمشكلة وللأمر الصعب، وحتى تتمكن من التعامل مع الأمور بحكمة
حاول أولًا أن تفكر بما في الأمر من مشكلة حقيقية بطريقة واقعية ومن ثم أسقط المشاعر المناسبة من حيث النوع والكم، هذه الطريقة تساعد وبشكل كبير على عدم تهويل الأمور والتعامل معها بحكمة.
كما لا بد من
الابتعاد عن اسقاط وجهات النظر الشخصية والتي فيها قدر كبير من التحيز الفكري؛ لأن هذا الأمر سبب في تهويل الأمر، فحاول أن تنظر للأمر من وجهة نظر الآخرين حتى تتمكن من أن تكون منصف وعادل، ولا تبالغ في ردود الأفعال بطريقة تفقدك القدرة على التعامل الصحيح.
تقوم مهارة حل المشكلات على؛ التحليل؛ فعندما تتعرض لموقف صعب لا بد أن تعمل على تجزئة الموقف والأمر، ففي بعض الأحيان الظاهر يكون مخالف للحقيقة، وتفكيك الموقف والأمر إلى جزيئات منفصلة يساعد في فهم الأمر بشكل حقيقي دون مبالغة ودون تهويل، ويساعد في الحصول على المعرفة الحقيقية المطابقة للواقع بعيدًا عن الوهم والتأويل، ومن ناحية أخرى تتضمن مهارة حل المشكلات الحيادية، فالنظر لتفاصيل الأمور بعيدًا عن الأهواء الشخصية سبب في إعطاء الموقف قدره الحقيقي دون تهويل وسبب للتعامل معه بطريقة حكيمة.
كما أنه لا بد من
امتلاك المرونة ضمن مهارة حل المشكلات وهذه المرونة ناتجة وبشكل ضمني عن التحليل والحيادية، فكلما كان الشخص متعمق في الأمر ولديه نظره حيادية كلما كان أكثر قدرة على التعامل مع الأمور وكلما كان موفر للحلول بشكل أكبر مما يعني انخفاض نسبة الشعور بالقلق التي تهول الأمور.
وإلى جانب المرونة لا بد من
امتلاك مهارة اتخاذ القرار، غالبًا تزداد نسبة تهول الشخص الأمر العصيب الذي يمر به عندما يكون القرار ليس بيده بشكل كبير، فحاول أن تتخذ القرارات التي تجعلك مسؤول عن الأمر وبالتالي تنخفض نسبة تهويل الأمور لديك وتتعامل معها بحكمة.
ومن أهم الاستراتيجيات التي تساعدك على التخلص من تهويل الأمور والتعامل بطريقة حكيمة:
- فكر في آخر شيء تعرضت فيه لموقف صعب وتذكر ردود الفعل المبالغ فيها ومن ثم تذكر الحل وكيف سارت الأمور؛ اعلم أن تهويل الأمور يعود لعادات عقلية يستخدمها الشخص كوسيلة دفاعية نفسية للتخفيف من الشعور بالألم، وعليه يمكن استخدام استراتيجية التذكر والاسترجاع للذكريات كوسيلة للتعامل مع الواقع الحالي دون مبالغة، وارفع شعار كل أمر سيئ سينتهي مع الوقت والعمل.
- نمي مهارة الصبر؛ لا يمكن لأي أمر سلبي أن يحل في بضع ساعات أو دقائق هنالك بعض الأمور التي تحتاج لأيام وأخرى لأسابيع كن قادر على الصبر وذكر نفسك دائمًا أن الأمور سوق تمضي ولا تسمح للأفكار السلبية أن تتملكك في أي موقف صعب تتعرض له.
- استخدم استراتيجية السؤال الذاتي؛ من خلال هذه الاستراتيجية يمكن أن تحصل على المعلومات الكافية حول الموقف وأثره على النفس وتمكنك من التعامل مع الموثق بطريقة تتسق مع حجم ونوع المشكلة ومن أهم الأسئلة التي يمكن أن توجهها لنفسك:
-ما هو أثر المشكلة الحالي؟
-هل المشكلة لها أثر على جميع مناحي الحياة أم أنها تؤثر منحى واحد؟
-كيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة وما هي الحلول المطروحة؟
-كيف يمكن تطبيق الحلول المطروحة؟
-ما أهمية هذا الموقف الصعب وكيف يمكن أن يؤثر عليك بطريقة إيجابية؟
- كن واثقًا وصريحًا مع الذات؛ حتى تتمكن من التعامل مع الموقف الصعب بطريقة حكيمة وبعيدة عن التهويل لا بد أن تكون صريح مع نفسك وذاتك وبعيدًا عن أي نوع من أنواع التفكير الغير واقعي أو السلبي وتتحمل ما لديك من مسؤولية في الموقف الصعب، اعلم أنه كلما قلت المسؤولية الحقيقية في الموقف الصعب كلما كانت المبالغة في الأمر غير مبررة، ومن هنا تحديد المسؤولية الحقيقة أحد طرق التعامل مع النفس بطريقة صريحة.
- توقف عن الانتقاد وأوجد التوازن العقلي؛ استخدام الانتقاد كوسيلة للنظر للأمور سبب في زيادة التهويل، وهنا لا بد من تطوير مهارات التأقلم قدر الإمكان والتكيف حتى تتمكن من تحقيق التوازن وتقلل من الانتقاد وخاصة الانتقاد الغير بناء والذي لا يهدف إلى شيء، لا يعني التوازن نفي الأمر السلبي والتهاون في التعامل معه وإنما يعني القدرة على إيجاد الأفكار العقلية التي تجعل من الموقف حقيقي ويمكن التعامل معه من خلال إيجاد حلول المختلفة.
- حاول التركيز على حل المشكلة لا على الأمور المسببة للمشكلة فالتفكير بالأمور السلبية أثناء التعرض للمشكلات والأمور الصعبة والابتعاد عن التفكير في الحل سبب في تعظيم وتهويل الأمور وفقدان القدرة على التعامل مع الأمور بطريقة حكيمة.
- تذكر أنك أنت من تتحكم في الحياة من حولك وليس هي من تتحكم بك، فأنت بما لديك من قدرات ومهارات قادر على المواجهة مهما كان الأمر صعب وتذكر أن ما يعطى للأمور من قيمة وأهمية هو أمر وضعي من قبل البشر والناس وليس قاعدة لا بد أن تتطبق على الجميع، وحتى تقنع نفسك بهذا الأمر انظر للأشخاص كيف يتفاعلون مع الأمور من حولك لتجد الاختلافات المبرهنة على أن الأمور تحل مهما كانت صعبة.
- تعامل مع ما لديك من مفاهيم تتعلق بالنفس والذات، انتظر لنفسك على أنك قادر على التعامل مع المحيط مهما كان صعب ولا تقلل مما لديك من مهارات وحاول أن تشعر بالرضا النفسي ومارس الإمتنان، كلما زاد الشعور بالرضا النفسي كلما كنت قادر على التعامل مع الأمور السلبية بطريقة إيجابية وحكيمة.