تعرف طاقة التأين بأنها الطاقة اللازمة لإزالة الكترون من الذرة، وتميل الذرات في الجدول الدوري إلى فقد الإلكترونات أو اكتسابها حتى يصبح لها تركيب إلكتروني شبيه بالتركيب الإلكترونيللغازات النبيلة حيث تعرف الغازات النبيلة مقارنة بباقي عناصر الجدول الدوري باستقرارها، وذلك بسبب امتلاء المدار الأخير بالإلكترونات.
تميل مثلا ذرة الليثيوم (Li)والتي تمتلك ٣ إلكترونات في الحالة المتعادلة إلى فقد إلكترون المدار الأخير حتى تصل إلى تركيب إلكتروني يشبه تركيب ذرة الهيليوم والتي تمتلك إلكترونين فقط في المدار الأول والذي في الأساس سعته إلكترونان.
إن ما يميز الجدول الدوري هو تسهيل عملية دراسة العناصر، حيث أننا بالاتجاه من يسار إلى يمين الجدول تزداد طاقة التأين( بشكل عام)،وبالإتجاه من الأسفل إلى الأعلى أيضا ً، الآن بناء على النمطين السابقين لطاقة التأين، وبالنظر إلى الجدول الدوري ،هل تستطيع أن تحزر من هو العنصر الذي يمتلك أعلى طاقة تأين؟ أحسنت! إنه الهيليوم(He) ، وهو غاز نبيل ويعود السبب في ذلك كما أسلفنا سابقاً إلى أنه يمتلك مدار أخير ممتلئ لكونه طبعاً من الغازات النبيلة، والحقيقة أن هناك سبب آخر مهم، وهو أن حجم ذرة الهيليوم هو الأصغر مقارنة بباقي الغازات النبية، وهذا ما يتسبب بالارتباط العالي لإلكترونات المدار الأخير بنواة الذرة مما يستلزم طاقة أعلى لإزلة الإلكترون من الذرة.
بالعودة إلى نمط تغير طاقة التأين في الجدول الدوري، وتحديداً في المجموعة الثامنة ( والتي تضم الغازات النبيلة) فإننا بالاتجاه من أعلى المجموعة إلى أسفلها تقل طاقة التأين أي أن للهيليوم ( He ) طاقة تأين أعلى من النيون (Ne) وللنيون طاقة تأين أعلى من الآرغون (Ar) وهكذا، ومن المدهش أن تعلم بأن لغازالرادون (Rn) طاقة تأين أقل من الهيدروجين ( H) !