تعيش معظم أنواع السحالي في الصحراء، وقد ارتبط مفهوم الصحراء في أذهاننا بالقيظ الشديد، غير أن هناك أوقاتًا ومواسمًا تكون فيها الصحراء أشد برودة من أي مكان آخر، ذلك يؤدي إلى حدوث تغير مفاجئ وغير مقبول لدى العديد من الحيوانات التي تتخذ الصحراء موطنًا لها، ومنها السحالي، التي تعتبر حيوانًا فقاريًا تغطي القشور جسده، وما يزيد من شملكة البرد بالنسبة للسحالي هو أنها من "ذوات الدم البارد"، ماذا يعني ذلك؟ أي أنها تستمد طاقتها من الشمس وتفضل المساحات الجافة.
تكيف السحالي
تختلف البيئات التي يمكن للسحلية أن تتكيف فيها، حيث أنها لا تستطيع العيش في الأماكن القطبية؛ لأنها تفتقد للقدرة على حرق كمية كافية من الغذاء تمنحها الحرارة، كما أنها غير قادرة على الحفاظ على درجة حرارة جسمها لفترات طويلة، في المقابل، فإن السحالي لديها المقدرة على التكيف مع البيئات الباردة نسبيًا، مثل أجواء الصحراء الباردة ليلًا.
تستعمل السحالي تقنيات للتكيف مع البرودة:
- الأطراف: تستعمل السحلية أطرافها التي تنتهي بمخالب طويلة للحفر، حيث أنها تختبئ داخل الرمال أو في الجحور للحصول على الدفء اللازم.
- التمويه: فضلًا عن الحفاظ على طاقتها، فإن السحالي لديها القدرة على التماهي مع البيئة المحيطة فيها، أي جعل لونها قريبًا من لون الرمل أو الحجر الذي تختبئ تحته، وذلك لحماية نفسها من المفترسات.
- إفرازات الجسم: تفقد السحلية قدرتها بشكل كامل على الحركة خلال الأجواء الباردة، مما يدفعها إلى إفراز بعض الأحماض من جسدها لتعويض فاقد المياه.
- جفون العين: تحمي عيون السحالي طبقة من الجفون تحركها كيفما تشاء، وتساعدها الجفون على حماية عيونها من ذر الرماد.
تغير المناخ وأثره على السحالي
أشارت دراسة عملية إلى أن التغير الحاصل في المناخ نتيجة اندفاع الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، سيؤثر سلبًا على أنواع من السحالي، حيث بعض الأنواع تعيش في بيئات معتدلة، أي أن الارتفاع الكبير الذي يسببه تغير المناخ سيؤدي إلى ارتفاع الحرارة لدرجة لا تستطيع هذه الأنواع من السحالي على تحملها.
بقي الإشارة إلى أن تركيب السحالي الفسيولوجي، وتوزعها الجغرافي ومعدل حدوث الطفرات لها، يرتبط مع درجات حرارة المناطق التي تعيش فيها، ذلك الأمر يجعل أنواعًا متعددة من السحالي تتأثر بتغير الفصول والمواسم والظواهر الطبيعية، وما يرافقها من تغير درجات الحرارة.