هل الرعد هو صوت الملائكة أم أن هذه مجرد خرافة

1 إجابات
profile/تسنيم-شلبي
تسنيم شلبي
الكيمياء
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك حديث نبوي شريف (حسن غريب*؛ سأشرح لك معنى حسن غريب في النهاية) لابن عباس، وذُكر في مسند أحمد وسنن الترمذي، وصححه الألباني

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو نُعيم عن عبد الله بن الوليد وكان يكون في بني عجلٍ عن بُكير بن شهاب عن سعيد بن جٌبير عن ابن عباس قال:
" أقبلت يهودُ إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرّعد ما هو؟ قال: مَلكٌ من الملائكة مُوكّل بالسّحاب، معه مخاريقٌ من نار يسوق بها السّحاب حيث شاءَ الله، فقالوا: فما هذا الصّوت الذي نسمع؟ قال: زجرُه بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمِر، قالوا صدقت … ".

وهناك حديث نبوي شريف ضعيف* أخرجه ابن مردويه عن عمرو بن نجاد الأشعري قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-: الرعد ملك يزجر السحاب، والبرق طرف ملك يقال له روفيل".

بحسب تفسير أهلم العلم فإنّ الرعد هو ملك من الملائكة، ويزجر في السحاب (في بعض التفسيرات ورد أن زجره يكون تسبيح لقوله تعالى "ويسبح الرعد بحمده" - سورة الرعد)، ولكن الحقيقة الثابتة أن الملائكة لا يعلم حقيقتهم غير الله عز وجل، وكل منهم موكل في شيء يفعله على هذه الأرض؛ إنزال المطر، وإنبات النبات، وتخليق الجنين، وتكوين السحب، والرعد، والبرق وما إلى ذلك.
________________________________________________________

علميًا يتكون الرعد نتيجة حصول تفريغ كبير في الشحنات الكهربائية في الغيوم، وينتج عنها حرارة عالية تُسخّن الهواء المحيط بها لما يزيد عن 30 ألف درجة مئوية؛ مما يجعل الهواء يتمدد، ويصدر من تمدده موجات صوتية شديدة الارتفاع وهي الرعد الذي نسمعه.

لذا إن كان الرعد هو صوت الملائكة فإنه لا ينفي ولا يتعارض مع ما جاء في العلم والحقائق العلمية لحدوثه، وقد منحنا الله عز وجل عقلًا متميزًا عن سائر المخلوقات حتى نتمكن من البحث والتفكّر فيما يحدث حولنا؛ لزيادة إيماننا في قدرة الله عز وجل في هذا الكون؛ حتى لا نتوه في علم الغيبيات ونؤمن بالله عز وجل عن قناعة وعلم.

________________________________________________________


شخصيًا أعتقد أنها خُرافة؛ لأن الأحاديث التي ذكرت أن الرعد هو صوت الملائكة حديث حسن غريب، وأحاديث ضعيفة، وأنا لا أنكر بتاتًا أن الله عز وجل بيده أمر كل ما يحدث في الأرض، وأن الملائكة وجميع المخلوقات على هذه الأرض تسبح لله عز وجل، فقد ورد في القرآن الكريم في سورة الإسراء الآية: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ"، ولكن لا أصدّق كثيرًا ما جاء في الحديث الحسن الغريب أو الأحاديث الضعيفة لأن:

*الحسن الغريب: هو مصطلح للإمام الترمذي استخدمه في كتابه الجامع، ويستخدمه مع الأحاديث التي تقع بين القبول والاحتجاج، وهو الحديث المنقول من راوٍ واحد من الصحابة أو من دون الصحابة، واعتبره بعض العلماء من الأحاديث الصحيحة، واعتبره الآخرون من الأحاديث الضعيفة.
*الحديث الضعيف: هو الحديث الذي يفتقد شروط الحديث الصحيح مثل: الاتصال، والعدالة، والضبط، وعدم الشذوذ، وعدم العلة، وبحسب جمهور العلماء فإن الحديث الضعيف لا يجوز العمل به في العقائد والأحكام، ولكن يجوز العمل به في فضائل الأعمال إذا لم يكن في الرواة شخص عُرف عنه الكذب، وإذا اندرج تحت أصلٍ معمول به، ولو تم اعتماده احتياطًا وليس وجوبًا.

بالإضافة لأنه لم يرد شيئًا عن أن صوت الرعد هو صوت الملائكة في القرآن الكريم ولا في أي حديث نبوي شريف آخر، كما ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة المدّثر آية: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ"، والمقصود بها هو الملائكة الذين لا يعلم حقيقتهم غير الله عز وجل.

والآن الموضوع تمامًا عائد لك ولقناعتك إذا أردت تصديق أنها خرافة أو حقيقة، لا يوجد ما يثبت أو يُنفي ذلك بشكل قاطع، والله أعلم.


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة