الديكتاتورية
نتاج تفكير وتربية وبيئة حاضنة وعوامل وأسباب عدة تجعل الشخص الديكتاتور يعتقد أنه الشخص الوحيد الذي يمتلك الصواب، والقادر على معرفة صالح الجماعة، ومخالفة قراراته تعتبر تعدي عليه، والشخصية الديكتاتورية من أبرز أنماط الشخصية وأكثرها تأثيراً عالمياً.
وتعتبر
البيئة الاجتماعية الحاضنة الأساسية للشخصية الديكتاتورية التي تساعد على نموها وتضخيمها، وصولاً لشعور الديكتاتور بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة، والوحيد الذي يعرف مصلحة الجماعة.
تزيد الشخصية الديكتاتورية من طغيانها وتسلطها كلما شعرت بالقوة وسلمت القيادة والسلطة، والنموذج هو الرؤساء الديكتاتوريين، حيث يوصف به نظام الحكم بالديكتاتورية عندما تتركز السلطة بيد حاكم فرد، وبصرف النظر عن طريقة تولي السلطة؛ بطريق
الوراثة أو بدونها أو بطريق القوة أو يتولاها بطريق ديمقراطي تتركز السلطة بيده فيما بعد، يمارسها حسب مشيئته، ويهيمن بسطوته على السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويُملي إرادته على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من دون أن يكون هناك مراقبة حقيقية على أداء نظامه أو معارضة سياسية في المجتمع.
وكأحد أسباب تكوين الشخصية الديكتاتورية المعاناة في الطفولة والشعور بالنقص في أحد الجوانب، بسبب استخدام العقاب البدني كوسيلة لتربية الأطفال وممارسة الوالدين التسلط ومحاولتهم دائماً قمع تصرفات أطفالهم التلقائية وتجاهل الاستجابة لحاجاتهم، والتسامح مع السلوك العدواني والتشجيع على الكراهية ورفض الآخرين، فيحاول الشخص الديكتاتور إخفاء هذه المشاعر، فيظهر القوة وينتقم من الخصوم، ويحقد على منافسيه، ولا يسمح لأحد بتجاوزه في أي شيء، فإذا تمكن الديكتاتور من السلطة، ظهرت قسوته في معاملة خصومه.
وتسعى وتفكر الشخصية الديكتاتورية بالسلطة والنفوذ والمال والنصر، مما يجعل الجميع يخاف من بطشها، ويتقربون إليها بالنفاق والتملق والمدح. يعيش الشخص الديكتاتور
أوهام العظمة والقيادة والحكمة، حيث يرى نفسه أنه أب الجميع الذي يعمل على مصلحتهم، لكنه يقمع ويتسلط فلا يجرؤ أحدٌ على مصارحته بما يحدث حوله، ويحذر من المحيطين حوله، ويشك فيهم جميعاً.