هل الاية اللتي تقول ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلاءك هم الكافرون تنطبق على الدول الاسلامية فقط ام على الفرد في حياته؟

3 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١١ نوفمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ،
والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ،
قال : وحسبت أن قد قال : والرجل راع في مال أبيه
ومسؤول عن رعيته ،
وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ...
إذن مما سبق كل الطبقات مسؤولة
عن تطبيق شرع الله والإحتكام  إلى أوامره والوقوف عند نهيه
ولكن ما حقيقة الكفر هنا ؟ 
هل هو كفر ردة  وخروج عن الإسلام ؟ 
أم كفر جحود وإهمال ،
وهذا ينطبق على
كل حالة على حده
فالكفر الموجب للردة والخروج عن الإسلام فهو  إنكار شيء من الدين بالضرورة ، كإنكار صلاة أو حج أو صوم  وعدم الإيمان بالله والملائكة والكتب السماوية والأنبياء ويوجب الإستتابة وإلا أقيم الحد ،
وهناك كفر إهمال وتفريط كاختلاف إجتهاد ...وهذا لا يقام عليه الحد ...

profile/يوسف-المومني-1
يوسف المومني
إمام مسجد ومأذون شرعي
.
١١ نوفمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
هذه الآية من الفاظ العموم، اي تحمل لفظا يشير لمعنى عام ، وهنا كما ورد في التفاسير وعند المفسرين تشير الى الجميع ،يهودا لانهم كاتوا ضمن سياق الآية، ومسلمين وكفار لأنه لفظ عموم يشير الى الكل.

ومن لم يحكم بأي حكم من أحكام الشرع التي نزلت، ولم تقتصر أو تعني حكم الحاكم، بل للجميع فهو كفر، وفي حق المسلمين ليس المقصود به الكفر المخرج من الملة، بل هو كفر دون كفر لأن الكفر درجات، فهو بمعنى انكار اوامر الله التي انزلها.

profile/عبد-الرحيم-محمد-السفاريني
عبد الرحيم محمد السفاريني
باحث شرعي
.
١١ نوفمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
قال تعالى :"  إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) سورة المائدة
الآية تتحدث قبلها وبعدها في سياق أهل الكتاب وتحريفهم في أحكامهم القطعية الثابتة وتلاعبهم في الحدود
وقد بين سبب النزول في التفاسير : أن اليهود قد بدلوا الحدود في القتل والزنا
وأيضا أنها نزلت في تحاكم ناس من المنافقين لليهود وإعراضهم عن الشرع
وغير ذلك
ذكر ابن كثير في التفسير :
قال البراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وابن عباس وأبو مجلز وأبو رجاء العطاردي وعكرمة وعبيد الله بن عبد الله والحسن البصري وغيرهم : نزلت في أهل الكتاب - زاد الحسن البصري : وهي علينا واجبة 
والحقيقة أنها تتكلم فيمن معناه حاكم وليست فيمن هو في مسؤولية معينة
يعني ليس كل من لم يحكم بما أنزل الله تعالى أي في مسؤوليته كأب أو مدير عمل في شركة أو دائرة هو كافر

بل المقصود من السياق وأسباب النزول ودلالة لفظ ( يحكم ) : أنها فيمن يتولى زمام الحكم بمعناه ضمن النظام السياسي المعهود 
وإلا لأصبحت المعاصي الصغائر والكبائر ضمن هذا العموم ولا يقول بهذا أحد 
باستثناء الخوارج الذين عمموا هذا المفهوم فكفروا أهل المعاصي 
والنصيحة دائما اللجوء لأهل العلم في التفسير والفتيا في مثل هذه النصوص 
للخطورة المترتبة عليها من الفهم