هل الانجذاب العاطفي يعني الحب وكيف أميز بينهما

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
نصائح في العلاقات
.
١٧ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم، يوجد اختلاف ما بين الانجذاب العاطفي والحب، فالانجذاب ممكن أن يحدث في أي وقت في اليوم نتيجة التفاعل مع الآخر ووجود بعض القواسم المشتركة والتفهم والتواصل بينما الحب مختلف اختلافًا تمام حيث أنه يحتاج لوقت كبير ولا يمكن أن يحدث في لحظة، وما يقال عن الحب من أول نظره ليس هو إلا انجذاب عاطفي، ويمكن أن يتلاشى ببساطة بمجرد اختفاء الشخص الذي انجذبنا اليه عاطفيًا، بينما الحب باقي ويبقى ويحتاج لوقت كبير ليختفي أثره على النفس، ومن ناحية أخرى الحب لا بد أن يرتبط بالجذابية بينما الجاذبية لا تعني الحب، ففي بعض الأحيان نجد أنفسنا منجذبين عاطفيًا لأشخاص وقادرين على التواصل معهم وتفهمهم ولكن عند النظر للحب وبناء علاقة قريبة جدًا فيها تفاعل لفظي وروحي وجسدي يكون الأمر مرفوض وغير موجود بتاتًا.

ومن ناحية أخرى قد يكون الانجذاب واقع ضمن التواصل والتفهم ولا يمكن أن يكون متسق مع وجود العيوب والأخطاء أما في الحب فيكون الشخص متقبل ما لدى الطرف الآخر من عيوب وأخطاء وقادر على التعامل معها بطريقة سلسة وواقعية وقادر على الشعور بالمشاعر الإيجابية.

كما أن الانجذاب غالبًا ما يركز على تلبية الاحتياجات الخاصة للشعور بالرضا، فالانجذاب نبحث فيه دائما عن ما يحقق لنا المصالح الشخصية من مثل وجود التفاهم والحوار السليم ووجود التوافق الفكري, ووجود الإهتمام المقدم من قبل الشخص الآخر لنا، وفي المقابل في الحب لا يكون التركيز فيه على تلبية الاحتياجات الشخصية حيث أن الشخص في الحب يكون قادر على تقديم نفسه للطرف الآخر حتى يشعر بالسعادة والأمن فالحب فيه مقدار كبير من العطاء بينما الانجذاب قائم على الأخذ بدرجة أكبر.

هنالك خلط كبير ما بين الحب والانجذاب العاطفي يمكن اعتبار الانجذاب العاطفي خطوة أولى من خطوات الحب إلا أنها لا ترقى لأن نطلق عليها حب لأن الانتقال من الجاذبية العاطفية إلى الحب يستغرق وقت كبير وطويل نسبيًا، ومن الأمور التي تجعل الانجذاب متحول إلى حب مع مرور الوقت، الصدق والانفتاح على الطرف الآخر بطريقة تكون قادر فيها على التعبير عن مشاعرك واستقبال مشاعر الطرف الآخر في المواقف المختلفة. بدء تقبل العيوب في الشخص الآخر.

ومن الأمور التي تميز من خلالها الحب عن الجاذبية كمية وجودة الوقت التي تمضية مع الطرف الآخر فكلما كنت قادر على مضاء الوقت باختلاف المواقف مع الشخص الآخر فأنت محب، حيث أنك تتواجد معه في أوقات السعادة وأوقات الحزن وأوقات الغضب والفرح، أما في الجاذبية العاطفية فأنت سترغب في إمضاء الوقت الذي يتميز بالفرح والسعادة بينما في المواقف الصعبة والتي تتطلب الدعم ستجد نقسك مبتعد وغير قادر على التواجد مع هذا الشخص، وهنا نقول بأم الحب يكون فيه قدر كبير من تحمل المسؤولية بينما الجاذبية لا تقوم على المسؤولية والشعور بالآخر.

في الانجذاب تكون الحجج والمبررات سبب في الشعور بالضيق وسبب في فقدان المشاعر ما بين الشخصين بينما في الحب لا يمكن أن يكون هذا الأمر موجود أبدًا، فمثلا في حال كان هنالك انجذاب نحو شخص ما وحصل أمر ليبتعد هذا الشخص عن المحيط ليعود بعدها بحجج ومبررات لغيابة، هنا عندما تُقابل هذه الحجج بطريقة باردة دون اهتمام بحيث لا يُظهر الشخص أو يشعر بالشعور الإيجابي الأول الذي شعر به اتجاه الأخر هنا يكون منجذب وغير محب بينما في حال كانت ردة الفعل فيها قدر كبير من لاهتمام والتفهم والاستيعاب وأصبحت المشاعر أكبر نتيجة الرغبة في تقديم الدعم فهنا يمكن القول بأن ما بين هذين الشخصين حب.

الانجذاب قد يكون قائم على التشابه بكثير من المجالات بينما لاحب يتقبل الاختلاف وفيه قدر كبير من المرونة ففي كثر من الأحيان نجد أشخاص مختلفين تماما من الناحية الفكرية والمعرفية والثقافية والبيئية إلا أنهم قادرين على أن يكونوا على علاقة وهنا تكون هذه العلاقة غالبًا قائمة على الحب بينما هذا الأمر لا يكون موجود في الانجذاب العاطفي أو نادر جدًا في حال كان وجود.