هل الاستنجاء في الوضوء من السنة في اليد اليمنى أم اليسرى؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٢ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أظنك تقصد الاستنجاء من قضاء الحاجة قبل الوضوء ، لإن الاستنجاء معناه قطع النجاسة أو أثرها أو تطهير المحل -يعني القبل أو الدبر - من النجس الخارج سواء البول أو الغائط ، و محل الاستنجاء قبل الوضوء لأن السنة أن يستنجي الواحد من النجاسة بعد الاتنهاء من قضاء الحاجة ثم يشرع في الوضوء ، فليس الاستنجاء في الوضوء بل قبله .

والسنة أن يكون الاستنجاء باليد اليسرى كما ورد ذلك في السنة القولية والعملية ، لأن السنة تكريم اليد اليمنى وجعلها للامور الشريفة ،بينما تكون اليد اليسرى هي تباشر النجاسات .

ورد في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله قال :
"لا يُمْسِكَنَّ أحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ وهو يَبُولُ، ولا يَتَمَسَّحْ مِنَ الخَلاءِ بيَمِينِهِ، ولا يَتَنَفَّسْ في الإناءِ.".

وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه، وما كان من أذى" .

قال الإمام النووي رحمه الله " هذه قاعدة مستمرة في الشرع، وهي أن ما كان من باب التكريم والتشريف كلبس الثوب والسراويل والخف، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، وترجيل الشعر، ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، وغسل أعضاء الطهارة، والخروج من الخلاء، والأكل والشرب والمصافحة، واستلام الحجر الأسود وغير ذلك، مما هو في معناه يستحب التيامن فيه، وأما ما كان بضده، كدخول الخلاء، والخروج من المسجد، والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك، فيستحب التياسر فيه، وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها ".

والله أعلم