استنشاق " الفكس" لا يفطر الصائم، لأن رائحته إنما تبلغ الأنف فقط ولا تصل إلى الجوف ولا تؤثر فيه وليست بمغذية ولا مقوية للبدن بوجه من الوجوه.
والفكس هو " مرهم مصنوع من مكونات تتضمَّن الكافور وزيت الأوكالبتوس والمنثول"، هذا المرهم يمكن استخدامه من خلال الاستنشاق أو دهنه موضعياً على الصدر أو الأنف ، له آار تساعد على إزالة الاحتقان وتسكين الألم وتسهيل التنفس وتخفيف الكحة أحياناً.
والروائح التي تدخل إلى الأنف لها حالتان:
1. أن تصل إلى الجوف يعني الحلق كاستنشاق البخور والدخان، فمثل هذا لو تعمده صاحبه يعني تعمد استنشاق البخور حتى دخل إلى حلقه وأحس بطعمه أو أثره في حلقه أفطر عند جمهور العلماء لأنه لا يأمن أن يكون جذب معه شيئاً له جرم يصل حلقه فيكون مغذياً للبدن ولو بوجه من الوجوه.
وذهب الشافعية رحمهم الله وابن حزم ورجحه ابن تيمية إلى عدم الفطر من استنشاق البخور لكونه ليس غذاءً ولا في معنى الغذاء ولا يؤثر في البدن قوة.
2. ألا تصل إلى الجوف وإنما يقتصر على شم رائحتها العطرية فيقتصر تأثيرها على الأنف، كمن شم عطراً أو راحة ورد زكية، فهذا غير مفطر باتفاق العلماء، لأنه لم يصل الجوف منه شيء ولا هو في حكم الغذاء ولا الشراب.
والفكس إنما يستخدم استنشاقاً وأثره في الغالب يقتصر على الجيوب الأنفية ولا دخل له في الجوف، لذلك فهو كم شم رائحة عطرية، والرحة التي قد يجدها في نفسه ورئته إنما سببها تأثير المنثول الذي هو نوع من الكحول.
ولو قلنا إن الفكس قد يصل أثره إلى الجوف فإن الصحيح الراجح أنه ليس كل ما وصل إلى الحلق أفطر صاحبه، وإنما الذي جاءت به الشريعة إنما هو تحريم ما يقوي البدن ويغذيه ويزيد في طاقته بما هو مخالف لمقصود الصيام، بخلاف ما قد يؤثر على الرئة فقط ولا يصل إلى المعدة ولا يطبخ في المعدة.
لذلك صدراً قرار المجمع الفقهي مؤخراً بعد الفطر من بخاخ الربو لمن اضطر إليه أثناء النهار لأن تأثيره إنما هو على القصبات الهوائية وليس على المعدة.
والفكس أخف من بخاخ الربو قطعاً وتأثيره أضعف منه، فهو أولى بكونه غير مفطر خاصة على طريقة ابن تيمية رحمه الله ومذهبه.
والله أعلم