مع الانتشار الهائل للهواتف الذكية لدى مختلف شرائح المستخدمين في شتى أنحاء العالم، ظهرت على الجانب الآخر مسألة خصوصية المستخدم وأمن بياناته الشخصية والمهنية.
خصوصية المستخدم:
في أغلب عقود الخدمة المقدمة والمتاحة من شركات الهواتف، هنالك نصّ واضح يتضمن حفاظ الشركة على خصوصية المستخدم، وأمن البيانات المتعلقة به خلال استخدامه للشبكة المزودة، ولكن هل يعني ذلك أن هواتفنا ليست عرضةً للاختراق بشكل أو بآخر؟ الإجابة هنا متشعّبة قليلاً.
عند تحميل تطبيق معين من متاجر التطبيقات الرسمية مثل جوجل Google Play Store, سواء كانت مجانية أو مدفوعة، وأثناء تثبيت البرنامج أو بعد أول استخدام له، تظهر لك قائمة طويلة من الأذونات الضرورية لتفعيل التطبيق مثل استخدام موقعك الجغرافي والوصول لمجلد الصور والكاميرا والميكرفون وتفاصيل أخرى، نحن بالمعتاد نضغط على زر الموافقة فلا خيار لنا إن كنا نريد الاستمرار بالتثبيت والاستخدام، ولكن ماذا يترتب على ذلك؟
التطبيقات الذكية:
بإمكانك تصفح لوحة الإعدادات لملفك على فيسبوك facebook مثلاً، والتحقق من خانة الخصوصية التي يتعهد الموقع بضمانها وآليـة استخدامها من القائمين على التطبيق، وبالمقابل نسمع الكثير من الأخبار فيما يتعلق بتسريب بيانات المستخدمين كل حين.
إن عالم البيانات والانترنت الذي نتعامل معه مكتظٌ بملايين التفاصيل والمعلومات، التي تعتبر ثروة للمحللين التسويقيين وشركات الدعاية، فكم مرة كنت تقوم بالبحث عن منتج معين على محرك Google مثلاً ثم تجد اقتراحات مشابهة على صفحتك في فيسبوك!
هذا من جانب دعائي وتسويقي، أما من النواحي الأخرى، فلك أن تتخيل كم تستفيد الجهات الأمنية من تتبع الموقع الجغرافي لجهاز أو مجموعة أجهزة تتحرك ضمن نطاق مكاني وزماني معين.
النتيجة:
إن كنا نتحدث عن المراقبة فقط، أقول لك نعم، إن أجهزتنا الذكية بالغالب مراقبة ضمن محتوى ونظام قد لا يؤثر على استخدامنا اليومي على نحو معقد أو مزعج، إلّا إن قمت بإلغاء كل التطبيقات الموجودة وراجعت أذونات برامج التشغيل الأساسية، وقد يكون هذا مستحيلاً لأن بعضها مخفي ويعمل في خلفية نظام التشغيل دون استئذان!
أما بالنسبة للتجسس والاختراق، فالموضوع مختلف شيئاً ما، فبإمكانك تثبيت برامج موثوقة تحجب المحتوى مجهول المصدر أو التطبيقات الخبيثة والفيروسات الرقمية التي تقوم بنسخ بياناتك وتسريبها وقد تقوم إحداها بتعطيل جهازك تماماً.
حسناً، ماذا أفعل؟
إذا قررت أخذ احتياطاتك لتفادي الاختراق على الأقل، هناك بعض النصائح التي أجدها ضرورية:
- قم بتغيير كلمات المرور كل فترة، واستخدم رموز وأحرف لا يسهل التنبؤ بها.
- لا تشارك كلمات المرور مع أي شخص، ولا تحتفظ بها بملف يسهل الوصول إليه في هاتفك!
- إن لزمك إرسال هاتفك للصيانة تأكد من إخفاء بياناتك الحساسة أو نقلها لشريحة ذاكرة خارجية، واحرص على وجود كلمة سرّ لأي تطبيق موجود، كما يفضل الخروج sign out من كل تطبيقات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.
- لا تقم بتنزيل أي تطبيق من مصادر مجهولة أو من منتديات التواصل المفتوحة، هي بالغالب على صيغة ملف APK.
- خلال تصفحك للإنترنت، وقمت بالضغط على أي رابط يطلب منك الدخول وتسجيل رقم هاتفك أو تسجيل بريدك الإلكتروني وكلمة السرّ، قم بمغادرة الصفحة فورا.
- تجنب الدخول لمواقع المراهنات والجوائز وصفحات تعليم الاختراق بقصد التسلية Hacking.
- قم بنقل ملفاتك الهامّة كل فترة إلى جهاز الحاسوب الخاص بك أو قرص ذاكرة آمن.
- تجنب استخدام نقاط الإنترنت المجانية للدخول إلى حساباتك المصرفية.
- قم بتثبيت البرامج الأصلية والموثوقة لحجب الفيروسات الرقمية، وواظب على تحديث نسختها وتأكد من تفعيل خاصية المسح العميق deep scan كل أسبوع مثلاً.
خطوات إضافية:
- تتيح معظم الشركات خدمة الإنترنت الآمن لقاء مبلغ بسيط، هذا يحجب العديد من المواقع المشبوهة.
- استخدم تقنية التأكد المزدوج Two factor Authentication للدخول إلى بريدك الإلكتروني وحساباتك الشخصية.