لا يوجد أي امرأة معصومة عن الخطأ والزلل ، بل جميع النساء قد يقع منهن الخطأ والزلل.
وذلك أنه أصلا ليس عندنا أحد معصوم سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وعصمة الأنبياء قد اختلف في تفصيلها العلماء بعد اتفاقهم أنهم معصومون في تبليغ أمر الله ووحيه فلا يقع منهم في ذلك الخطأ ولا الزلل ولا النسيان .
وكثير من العلماء يقول أن الأنبياء لا يقع منهم الكبائر ولا صغائر الخسة التي تزري بمقام النبي وتقدح به كالكذب ، أما الصغائر التي ليست من صغائر الخسة فقد تقع من الأنبياء ولكن لا يقرون عليها بل يتوبون ويرجعون عنها مباشرة ، ويكون مقامهم بعد التوبة أعلى من مقامهم قبلها .
ولكن إذا كان هذا في حق الأنبياء ، فالصحيح أن الأنبياء لم يكن منهم امرأة قط ، وإنما جميع الأنبياء هم من الرجال ، خلافا لقول ابن حزم رحمه الله وغيره الذين ذهبوا إلى أن نبوة حواء و مريم عليها السلام وآسية زوجة فرعون رضي الله عنها وأم موسى ، ولكن هذا القول ضعيف ، والصحيح أنه لم يكن منهن نبيات .
وإذا لم يكن منهن نبيات وإنما هن بشر كسائر البشر فلا عصمة لهن ، مع اعترافنا بعظيم مقام الصالحات منهن خاصة من أثنى عليهن القران أو السنة كسارة ومريم وآسية وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن وأرضاهن .
وأنبه أخيرا إلى أنه بحسب اعتقاد الشيعة هناك امرأة تلقب بالمعصومة وهي " فاطمة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق " رضي الله عنهم جميعا ، ولها مقام في مدينة قم بإيران اليوم ، ويقولون أن أباها موسى الكاظم سماها بالمعصومة ، ويعتقدون بفضيلة زيارة مقامها وأنه موجب للجنة ، وهذا كله مخالف لاعتقاد أهل السنة والجماعة .
والله أعلم