مصعب بن عمير هو أحد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين اسلموا وهم في مقتبل العمر وهو من السابقين للاسلام.
كان فتى مدللا قبل الاسلام في قريش فأمه غنية المال وكان يعرف أن مصعبا مر بالشارع من رائحة عطره المميزة.
وبعد الاسلام أصبحت والدته تحاربه بشتى الوسائل حتى يرتد عن دينه الاسلامي فرفض، وكانت تجلس بالشمس كي يشفق عليها ويرتد، ولكنه كان يأتي ويقف فوق رأسها ليقيم عليها ظلا كي لا تتأذى من باب البر بها ثم يؤكد على ثباته على دينه فيقول لها: والله لو أن لك مائة نفس وخرجت الواحدة تلو الأخرى على أن أترك هذا الدين ما فعلت.
وكان ممن يعتمد عليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام في تعليم الناس دينهم كلما انتشر الاسلام في بقعة جغرافية جديدة، وكان قد تعلم لغة اليهود كي يخاطبهم النبي عليه الصلاة والسلام بالخطابات والرسائل من خلاله رضي الله عنه، حتى استشهد رضي الله عنه وكان المسلمون لا يجدون ما يغطون به جثته الا قماشة قصيرة فإن غطوا رأسه بانت رجليه وإن غطوا رجليه بان رأسه فتكلم الرسول الكريم بكلمات بين فيها كيف كان مدللا في قريش يتعطر ويلبس الحرير ثم كيف استشهد بهذا الزهد ولكن له في الجنة من عظيم ما وعد به البشر.