- يقال في مصادر كثيرة أن نسبة هذه القصيدة للامام الشافعي رحمه الله ولكن قرأت في بعض المصادر أن هذه الأبيات لا أصل لها عن الامام الشافعي ولا توجد في ديوانه كما انها لا تناسب لغته البتة, فعلى حسن معانيها إلا أنها فيها من الركاكة الشعرية في مبناها, كما نسبها بعض الرافضة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه فتمعّر بعضهم من ذلك لركاكتها أيضاً؛ إذن لم تنسب هذه القصيدة لشخص بعينه بشكل قطعي.
- أما عن شرحها بشكل مقتضب فهي تتحدثُ عن مكارم الأخلاق، والصفح والمروءة العربية التي لابد ان يتحلى فيها كل مسلم.
فالمرء يعرف معدنه من أفعاله وليس من أقواله, وعلى المسلم أن يتحلى بالصبر في كل الاحوال الجيدة منها والسيئة, أيضاً عليه الابتعاد عن الغيبة والخوض في اعراض الناس, والبعد عن الفحش في القول, وعلى المسلم ان يغفر زلة اخيه من اجل العشرة التي بينهم, ودائماً من يكون الوصول للاشساء الثمينة صعباً مثل صعوبة ايجاد اللؤلؤ في قعر البحر, على عكس الجيفة التي تعلو سطح المياه وهي بمثابة تلك الاشياء رخيصة او عديمة الفيمة والتي تكون متوافرة بسهولة, وأخيراً فإن الجزاء من جنس العمل, فلا يمكن للمرء أن يجني ورداً وقد زرع شوكاً ..
المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ
وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِ
إصْبِر عَلَى حُلْوِ الزَّمَانِ وَمُرّه
وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ..
لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ، وَرُبّمَا
مَنْ قَال شَيْئًا، قِيْلَ فِيْه بِمِثْلِهِ
وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لا تَنْطِقْ بِهَا
مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزْلِهِ
وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ
فَاصْفَح لأَجْلِ الوُدِّ لَيْسَ لأَجْلِهِ
كَمْ عَالمٍ مُتَفَضِّلٍ، قَدْ سَبّهُ .!
مَنْ لا يُسَاوِي غِرْزَةً فِي نَعْلِهِ !
البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفُ الفَلا ..
وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ ،
وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ بَاشِقًا
إلاّ لِطَيْشَتِهِ .. أوَلخِفّةِ، عَقْلِهِ !
إِيّاكَ تَجْنِي سُكَّرًا مِنْ حَنْظَلٍ
فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِ
فِي الجَوِّ مَكْتُوْبٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى
مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوْفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِ