من هو النبي الكريم الذي بيع كعبد مقابل أربعمئة درهم

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يروى مثل هذا في شأن الخضر عليه السلام ، وهو الرجل الصالح الذي التقاه موسى عليه السلام فتعلم منه في القصة المعروفة المشهورة المذكورة في سورة الكهف .

وقد اختلفوا هل الخضر نبي أو ولي  ؟ وأكثر العلماء أمه نبي من الأنبياء. 

وقد نسج على الخضر  عليه السلام كثير من القصص والأساطير والحكايات التي لا أصل لها ، وبعضها كذب صريح ، وبعضها مناقض مخالف للعقيدة الصحيحة ، لذلك يحذر من تلك القصص ولا تصدق ولا نفع فيها،  ويقتصر على الصحيح المفيد في ذلك . 

أما ما روي في قصة بيعه كعبد بأربعمائة درهم ، فقد روى ابن كثير في البداية والنهاية  قال : 
 
( وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، حدثنا محمد بن الفضل بن عمران الكندي، حدثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه:
« ألا أحدثكم عن الخضر؟ ».
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: « بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب.
فقال: تصدق عليّ بارك الله فيك.
فقال الخضر: آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون، ما عندي من شيء أعطيكه.
فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي، فإني نظرت إلى السماء في وجهك ورجوت البركة عندك.
فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي من شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني.
فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟
قال: نعم الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما أني لا أخيبك بوجه ربي بعني.
قال: فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زمانًا لا يستعمله في شيء.
فقال له: إنك ابتعتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل. قال: أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف.
قال: ليس يشق علي.
قال: فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج الرجل لبعض حاجاته ثم انصرف، وقد نقل الحجارة في ساعة.
فقال: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر، فقال: إني أحسبك أمينًا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة.
قال: فأوصني بعمل.
قال: إني أكره أن أشق عليك.
قال: ليس تشق علي.
قال: فاضرب من اللبن لبيتي، حتى أقدم عليك، فمضى الرجل لسفره فرجع، وقد شيد بناؤه فقال: أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك؟
فقال: سألتني بوجه الله، والسؤال بوجه الله أوقعني في العبودية، سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي من شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي، فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو بقدر، وقف يوم القيامة جلده لا لحم له ولا عظم، يتقعقع.
فقال الرجل: آمنت بالله، شققت عليك يا نبي الله، ولم أعلم.
فقال: لا بأس أحسنت وأبقيت.
فقال الرجل: بأبي وأمي يا نبي الله، احكم في أهلي ومالي بما أراك الله، أو أخيرك فأخلي سبيلك.
فقال: أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي، فخلى سبيله.
فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية، ثم نجاني منها ».

قال ابن كثير بعد إيراده القصة : وهذا حديث رفعه خطأ، والأشبه أن يكون موقوفًا وفي رجاله من لا يعرف، فالله أعلم.

وقد يكون من الإسرائيليات التي لا يعلم صحتها .

والله أعلم