فاتح بلاد الهند والسند هو "محمد بن القاسم الثقفي" التي تم فتحها في 93 هجري وقد استمرت حملاته وفتوحاته من (90-96) هجري، ويعتبر أصغر قائد إسلامي.
- ولقد حاول الخلفاء المسلمين أكثر من مرة بفتح بلاد السند؛ إلا أن القائد المسلم عثمان بن أبي العاص الثقفي هو الأول في تنفيذ المحاولات، وبقيت السند محط أنظار المسلمين بدءًا من زياد بن أبيه ووصولًا إلى الحجاج بن يوسف الثقفي.
-ولد القائد المسلم محمد بن القاسم الثقفي سنة 72 هـ بمدينة الطائف، وكان جده محمد بن الحكم من كبار قبيلة ثقيف.
-فقد تم تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 75 هـ واليا على العراق، وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
وبعد ذلك قام الحجاج بتعين عمه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم مع أبيه إلى البصرة، حيث نشأ بين الأمراء والقادة: فوالده أمير، وابن عم أبيه الحجاج أمير وأكثر بني عقيل من ثقيف قوم الحجاج أمراء وقادة، وكان لذلك الأثر الكبير في شخصية محمد بن القاسم.
- وأصبح محمد بن القاسم من القادة وهو لم يتجاوز بعد 17 عاماً من العمر.
-وفي عام 90 هجرية كان في بلاد السند قراصنة قاموا بالاستيلاء على سفينة وكان فيها بعض المسلمات اللائي عمل آباؤهم بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان، وصرخت مسلمة من بني يربوع "وا حجاج، وا حجاج"، وطار الخبر للحجاج باستغاثتها
- فثارت ثائرة الحجاج، فأعد الحجاج جيشاً تلو الآخر، الأول بقيادة "عبد الله بن نهبان" فاستشهد، ثم أرسل الحجاج "بديل بن طهفة البجلي" ففاز بالشهادة دون أن يصل إلى أمر حاسم.
- ثم ازداد غضب الحجاج بعد أن رأى قوّاته تتساقط شهيداً وراء شهيد، فأقسم ليفتحن هذه البلاد، وينشر الإسلام في ربوعها، وقرّر القيام بحملة منظمة، ووافق الخليفة يومها وهو الوليد بن عبد الملك، وبعد أن تعهد له الحجاج أن يرد إلى خزينة الدولة ضعف ما ينفقه على فتح بلاد السند.
- فكان القائد هذه المرة هو محمد بن القاسم الثقفي حيث تحرك البطل محمد بن القاسم الثقفي بجيشه المكون من عشرين ألف مقاتل من خيرة الأبطال وصفوة الجنود، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي: "إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس، ولتكن سخيًّا في معاملة من أحسنوا إليك، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقاً مع من يعارضك، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال".
واجتاز الجيش حدود إيران سنة 90 هـ إلى الهند، وبرزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله خمسمائة جندي تقذف منه الصخور إلى داخل الحصون فدكها دكًّا.
ثم لاحقا اتجه نحو بلاد السند، فقام بفتحها مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، ثم زحف إلى باكستان، فخندق الجيش بخيوله وأعلامه واستعد لمقاتلة الجيش السندي بقيادة الملك "الراجة داهر" حاكم الإقليم، في معركة مصيرية سنة 92 هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد انتصر المسلمون، وقُتل ملك السند في الميدان، وسقطت العاصمة السندية في أيدي المسلمين.
- واستمر محمد بن القاسم الثقفي في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند ليطهرها من الوثنية، فنجح في بسط سلطانه على إقليم السند، وفتح مدينة الديبل في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب، وانتهت فتوحاته سنة 96 هـ عند الملقان، وهي أقصى ما وصل إليه محمد بن القاسم من ناحية الشمال، فرفرف عليها علم الإسلام، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب (باكستان حاليًّا).