الصحابي الذي حمى الله عز وجل جسده بالنحل هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رضي الله عنه، وهو من الأنصار الأوائل الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد لقب بــ" حمي الدبر"، والدبر هي ذكر النحل، وسبب ذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن ثابت مع عشرة من الصحابة في سرية، ولحق بهم جماعة يُقال لهم بنو لحيان، وكان عددهم مائة شخص، وعندما اكتشف عاصم بن ثابت تتبع بني لحيان لهم، أحاطوا بهم كان عاصم بن ثابت وأصحابه على قمة جبل حينا، فطلب منهم قائد المشركين النزول على أن لا يصيبهم شيء، فرقض عاصم النزول، وقال له: والله لا ننزل في ذمة كافر، وتقاتل الطرفان، وقتل سبعة من الصحابة ومنهم عاصم بن ثابت رضي الله عنه.
ولما قتل عاصم بن ثابت عزم المشركون على قطع رأسه، وأخذه إلى مكة، حتى يبيعوه إلى امرأة تدعى سلافة بنت سعد، كانت قد نذرت على نفسها أن تشرب الخمر في رأس عاصم بن ثابت لأنه قتل ولديها في غزوة أحد، ولكنهم لم يستطيعوا الاقتراب من جسد عاصم بن ثابت لأن الدبر كانت قد أحاطت به، فقرروا الانتظار حتى المساء حتى تبتعد الدبر عن جسده، فلما حل المساء كان جسد عاصم بن ثابت قد اختفى ولم يستطع المشركون الوصول إليه.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن عاصم بن ثابت كان قد عاهد الله عز وجل على أن لا يمس مشركاً قط، ولا يسمح لمشرك أن يمسه بعد إسلامه، لذا حفظه الله عز وجل عند موته، لأن عاصم وفى بعهده في حياته.
عاصم بن ثابت من الصحابة الذين عرفوا بشجاعتهم يوم أحد، فقد كان له دور في قتل كثير من المشركين في المعركة، ودافع مع الصحابة رضوان الله عليهم عن الإسلام بقوة.