في بداية مشوارنا مع الحياة، تبدأ شخصيتنا بالتبلور امامنا شيئاً فشيئا، نفتح عيوننا للمرة الأولى لنرى امامنا قلباً يرى فينا روحه نبدأ ببلورة افكارنا و تصرفاتنا نقلد كل خطوة يخطيها و نرى العالم بضوء عيونه، بالنسبة لي الملهم هو انسان ترك بصمة واضحة في حياتنا و تبلورة شخصياتنا على إثر شخصيته و تصرفاته، كم من ملهم يعبر في حياتنا ويترك فينا جزءاً من شخصيته التي تنعكس على تصرفاتنا في المستقبل.
ولعل أول الهام في حياتي يبدأ من والدي الذي كان و مازال مصدر قوة يمدني بشعور الاطمئنان و يحيط بي ودائما ما اشعر بوجوده حولي يراقب تحركاتي ويفخر بها و يلهم افكاري.
ببساطة يمكنني ان اصف قلبه الذي يحمل بداخله صفاء العالم كما قال الكاتب أيمن العتوم في إحدى روايته: "قلبُ أبي قارورةُ عِطر، وروحه جَرّة أغانٍ، وعيناه شتلة ياسمين، بسيطٌ حدّ الرّقّة، وأسيفٌ حدّ الوجع، وحالمٌ حدّ الفناء، وسهلٌ كَماء، تُحزنه وردةٌ عطشى على جانب الطّريق، وتُفرحه غمامةٌ ريّا تعبر السّماء ذات خريف، يأكل ما يَجِد، ويطرب لما يسمع، وتكفيه كِسرةُ خبزٍ، يشكر إذا وجدها، ويصبر إذا لم يجدْها، لم يرتفعْ صوتُه بالغضب في وجه أحدٍ منّا، كان دائمًا رقيق الحواشي كربيعٍ تُحرّك نسماتُ آذار زهورَه فيفوح بالعطر في كلّ حين. ينامُ حينَ يضع رأسه على الوسادة كطفل لأنّه لا يحمل في قلبه ضغينةً تُجاه أحدٍ..”.
برأيي لكل منا في الحياة ملهم يستقي من أفعاله و ويراقب اعماله سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو شخصية مشهورة،بحيث تكون أفعاله مصدر الهام لنا يدفعك على الانتاج و المثابرة، بالنسبة لي اعتبر ابي ملهمي الأول، ولعلني لا انسى كلماته عندما وصفته بأنه ملهمي الدائم يوم تخرجي من الجامعة ليبتسم ويقول:
"يا ابنتي من الممكن ان تجدي الالهام في كل تفاصيل حياتك و من خلاله تصلين الى الإبداع، لكن لا تنسي ان ملهمكي الوحيد يكمن بداخلك لا تنسي ان ملهمكي الأول في هذه الحياة و دافع الأكبر فيها الذي يجب أن تهتمي به وتتابعي أفعاله كل يوم هو ذاتكِ."
من خلال كلماته تأكدت من انه دائما و إلى الابد سوف يبقى ملهمي الذي يمدني بطاقة الكون بأكمله لاستطيع اكمال مشواري في الحياة والتعرف على ذاتي.