عمل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل بعثته برعي الغنم والتجارة، فبدأ بالتجارة مع عمه أبي طالب ثم أشار عليه بالعمل مع أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
وقد كان له شريك في هذه التجارة وهو
السائب ابن أبي السائب،واسمه صيفي بن عابد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، صحبَ النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل البعثة، واختلف في إسلامه، ولكن ذكر ابن هشام أنه "كان قد أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا"، وابنه عبدالله ابن السائب مقرئ مكة.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد - رحمه الله - عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة فلما كان يوم الفتح جاءه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري، يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة."
ومعنى لا يداري: أي لا يخدع ولا يراوغ، ولا يماري: أي لا يجادل ولا ينازع.
وأذكر لك ما قاله الشيخ سلمان العودة-فرّج الله عنه كربته- في حديثه عن صفات الجليس الصالح فقال:" الرسول عليه الصلاة والسلام مدح هذا الشريك بأنه لا يداري ولا يماري، نعم، لا يداري من المدارأة وهي المدافعة، يعني ليس عنده مدافعة ومعاندة بخلاف المداراة: وهي أن يدرأ الإنسان ما قد يكون عند الآخر من شر بحسن خلقه وجميل معاملته، فهذا مطلوب.
حسَن المداراة، قليل المماراة -يعني الجدل والخصومة بالباطل- إن نسي ذكَّره، وإن ذكر أعانه وإن احتاج واساه، وإن ضجر صبَّره."
المصدر