هو السلطان أبو المعالي "
بركة خان بن جوجي بن جنكيز خان " ، وهو ابن عم هولاكو القائد التتري الذي اجتاح العالم الإسلامي .
قال ابن كثير عن السلطان بركة خان " وهو ابن عم هولاكو ، ، وقد أسلم بركة خان هذا ، وكان يحب العلماء والصالحين ، ومن أكبر حسناته كسره لهولاكو وتفريقه جنوده ، وكان يناصح الملك الظاهر ويعظمه ويكرم رسله إليه ، ويطلق لهم شيئا كثيرا ، وقد قام في الملك بعده بعض أهل بيته ، وهو منكوتمر بن طغان بن باتو بن تولي بن جنكز خان ، وكان على طريقته ومنواله ، ولله الحمد " .
أسلم بركة خان نتيجة تأثره من زوجة والده واسمها " رسالة " بنت السلطان خوازرم شاه وكانت مسلمة ويبدو أنها أكرهت على الزواج من والد بركة " جوجي " لأنه كان كافراً ولكنها وقعت في السبي بعد قضاء المغول على الدولة الخوارزمية ، ومن تأثره كذلك بأحد العلماء و اسمه " نجم الدين الزاهدي " الذي التقاه في مدينة بخارى وشرح له الإسلام فأسلم عن رغبة واقتناع ، وقد صار بركة خان زعيماً فيما بعد لأهم قبيلة مغولية وهي " الذهبية ".
أعلن بيعته للخليفة العباسي وقتها المستعصم بالله ، ولكن هولاكو هاجم ما تبقى من الخلافة العباسية وقضى عليها ، وقد حاول بركة خان منع هذا الهجوم ولكنه لم ينجح بسبب كثرة الوثنيين في المغول ، ولكنه استطاع فيما بعد التحالف مع الملك ببيرس أمير المماليك في مصر وتعاونا على حرب هولاكو ، وكان لبركة خان دور كبير في محاربته ، حيث اختلق بعضا الذرائع لحربه نتيجة مخالفة هولاكو للعرف المغولي ، وجرت بينهما حروب ، هزم بركة خان فيها هولاكو شر هزيمة وشتت جيشه ، ثم جرت حروب بعد ذلك بين ابن هولاكو وجيوش بركة خان .
وكان لبركة خان دور في محاولة نشر الإسلام بين جنود المغول وإقناعهم بالإسلام ، وقد أثمر ذلك في بعضهم .
توفي بركة خان رحمه الله عام 655 أثناء ذهابه إلى إحدى المعارك لمحاربة جيوش ابن هولاكو .
ومن آثاره رحمه الله " قيامه بإكمال بناء مدينة "سراي" وهي مدينة سراتوف الآن في روسيا على نهر الفولجا وجعلها عاصمة القبيلة الذهبية وبنى بها المساجد والحمامات ووسعها جدًا حتى صارت أكبر مدن العالم وقتها وجعلها على السمت الإسلامي الخالص".
والله أعلم
للمزيد من سيرة بركة خان
انظر هذا الرابط