ورد حديث صحيح عن بن عباس رضي الله عنهما حيث قال: " خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة أخطط، ثم قال: تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
وفي هذا الحديث، ذكر سيدات نساء الجنة، وهن: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومريم العذراء رضي الله عنها، وآسيا. ومريم هي سيدة النساء الأولى، وأفضل النساء بالإطلاق، قال الله تعالى: " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" سورة آل عمران / 42.
وقد قال الله عز وجل في حق مريم بنت عمران، " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" سورة التحريم / 112، وقد أثنى عليها الله سبحانه وتعالى.
وخديجة رضي الله عنها، كانت أول من صدق بالرسول صلى الله عليه وسلم وأول من آمن به، دون تردد، وواسته بمالها ونفسها، ولقد بشرت في حياتها بالجنة من الله سبحانه وتعالى، وبهذا ورد حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب".
وأما آسيا امرأة فرعون، فقد تخلت عن كل نعيم الدنيا، وكفرت بفرعون ورفضت أن تتبعه، ولهذا عذبها فرعون حتى ماتت، ولقد قال الله تعالى فيها: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظالِمِينَ" سورة التحريم / 11.
وفاطمة الزهراء، بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجة علي بن أبي طالب، وأم الحسن والحسين رضي الله عنهما، الصابرة المحتسبة عند الله عز وجل.
34 مشاهدة
