- عاش في اليونان وتحديداً في مطلع القرن السادس قبل الميلاد عدد من رجال القانون عرفوا بحنكتهم وحكمتهم باستثناء طاليس الذين كان فيلسوفاً أصلاً وكانوا سبعة, فأطلقوا عليهم لقب الحكماء السبعة أو حكماء الإغريق السبعة, وهم كل من :
الحكيم بياس وكان من برييني , الحكيم سولون وكان من أثينا, الحكيم كليوبولوس وكان من لندوس, الحكيم بيرياندر وكان من كورنث, الفيلسوف والحكيم طاليس الأيوني, الحكيم بيتاكوس وكان من ميتيليني , الحكيم خيلون الاسبرطي.
- أما بالنسبة لحياتهم فقد ورد عن كل واحد منهم حكمة مشهورة سأذكرها لك وأفسرها من وجهة نظري مما سيوضح جانباً من حياتهم ( من خلال حكمهم) :
أولاً: يقول الحكيم بياس : "كثرة العمال تفسد العمل". مما يشير لنا على تفضيله أن ينجز الشيء عدد قليل من الأشخاص, وقد يدل أنه كان يفضل العمل لوحده مثلاً أو مع عدد قليل جداً, وكما نقول في المثل الشعبي : "أن كثرة الطباخين على الطبخة تفسدها".
ثانياً: يقول سولون: "لا تكثر من شيء". تدل حكمته أنه بنسبة كبيرة كان زاهداً, لم يكن يتعلق بالأشياء نفسها أو بكسب الكثير من الشيء.
ثالثاً: يقول كليوبولوس: "كل اعتدال محمود". إن حكمته هذه تنم عن طريقة معيشة الإنسان, أنه كان يعطي كل شيء حقه دون إفراط أو تفريط, أي أنه ينفق معتدلاً ويأكل معتدلاً وينام معتدلاً ويفرح ويحزن معتدلاً, يعطي الأشياء حقها دون مبالغة أو تقليل من شأنها.
رابعاً: يقول بيرياندر : "التفكير المسبق في كل شيء" تتضح من خلال حكمته هذه أن يومه لم يكن يمضي بطريقة عشوائية, بل كان إنساناً منظماً, يحسب خطواته وأفعاله, مما يدل على أنه كان إنساناً متزن منظم, يعطي للنتائج حقها بالتفكير المنظم.
خامساً : يقول طاليس : "التأكد يجلب الخراب". أرى أن طاليس كان يفضل ألا يعرف ويتأكد من كل شيء مخبأ عنه, كما في اقتباس أظنه يعطي معنى هذه الحكمة :" من الأفضل ألا تعلم كل شيء, أحياناً المعرفة حزن" , فكثير من الأمور التي لا نعرفها أو لسنا متأكدين منها لو حدث وتأكدنا فإنها ستفسد.
سادساً: يقول بيتاكوس : "اعرف فرصتك". يتضح أنه كان مقتنصاً للفرص, ويسعى لتطوير نفسه.
سابعاً: يقول خيلون الاسبرطي : "اعرف نفسك". لأن من خلال معرفة النفس وآفاقها سيستطيع الإنسان التغلب على كل ما يواجهه, ويتضح أنه كان متصالحاً مع نفسه مواجهاً لأصفر أمور الحياة اليومية.