أذكر بحثا كتبه دكتور اسمه "ديفيد ماكليلاند"، وهو خبير في علم النفس في جامعة هارفارد، قال أن الناس الموجودين في حياتنا يؤثرون بنسبة 95% على تحديد حياتنا ما اذا كانت ستكون ناجحة أو فاشلة، وفي الحقيقة إن هذا الكلام مخيف وصعب، لأنك اذا نظرت الى حياتك، فستتأكد من أن كلامه صحيح إلى حد كبير، بعض الموجودين حولك يشدونك و وجودهم يشجعك لأنك تكون شخصا أفضل، والبعض الآخر يؤثرون عليك بأن تصبح شخصا أسوأ. من الاستحالة أن تكون محاطا بناس سلبيين، وتتوقع أن حياتك تكون إيجابية، لذلك سأخبركم ببعض الشخصيات التي يفضل أن نبتعد عنهم، او ان نتصرف معهم بطريقة مختلفة.
أكثر شخصية أنصحك بالابتعاد عنها هم ملوك الدراما، وهو شخص قد يتكرر أن رأيته في حياتك أكثر من مرة، يأتيك ليخبرك أن عنده مشكلة معينة، فأنت تلقائيا تستمع له، وتحاول أن تحل المشكلة الخاصة به، وبعد أن تنتهي المشكلة، تظهر مشكلة أخرى غير الأولى، فتسمعه مرة أخرى، وتحاول حل مشكلته، ومن ثم تظهر مشكلة ثالثة، ...وهكذا، وتكتشف أن حياتك معه هي عبارة عن مشاكل يحكيها.حقيقة أن هذا النوع من الأشخاص، يريد اهتماما، وتريد منك أن تنصت لها، وتريد من الأشخاص أن يستمروا في النظر إليها، وتريد جمهورا يستمر في مواساتها والاهتمام بها، والمشاكل العاجلة بالنسبة لهم والتي يخبرونك بها على استعجال، هي طريقتهم في المحاولة على الاستحواذ على تفكيرك، والمشكلة الحقيقية معهم، هي أنهم يستغلون طاقتك.
معهم طاقتك تقل بصورة كبيرة جدا، فتصبح غير قادر على التحدث معهم مرة أخرى، ولا قادر على حل مشاكلك الخاصة، وكلما حاولت الابتعاد عنهم، فإنهم يتلاعبون بك أكثر، عن طريق جمل معينة، منها: "أنت الوحيد القادر على مساعدتي في هذا الموضوع"، أو "حياتي صعبة جدا وأحتاج لشخص أتحدث معه بشكل عاجل"، وإذا لم تستجب لهم، ولطلباتهم، ولم تسمع لهم، فسيخبرونك بأنك شخصية أنانية، ولا تحس بآلام الناس، ولا تساعد الآخرين. العلاقة مع هؤلاء ليست علاقة صحية، فالعلاقة الصحية تكون بين طرفين متساويين في الأخذ و العطاء، تأخذ اهتماما، وتعطي اهتماما.
للتخلص من هذا النوع من العلاقات، عليك أولا أن تضع حدودا بينك وبين هذه الشخصية، فأنت لست رقما للطوارئ، ولا رقما للنجدة ليتصلوا بك في المشاكل فقط، إنت لك حياتك التي تحدد فيها متى تود سماع الناس، ومتى تمتلك الوقت الإضافي للاستجابة مع مشاكلهم.أيضا أنصحك مع هذه الشخصية بأن تتجنب سؤالهم عن أحوالهم، فهذا السؤال بمثابة هدية لأي ملك دراما في العالم، لأنك بهذا السؤال ستعطيه الفرصة ليخبرك بأنه تعبان جدا، وأن لديه مشكلة في كذا و كذا، وحتى لم يكن لديه مشكلة في حينها، فإنه سيختلق واحدة.
كذلك لا تقم بمكافأة الدراما، فهو يتوقع منك القليل من التعاطف، والقليل من إبداء الاهتمام، وعندما تعطيه هذا التعاطف والاهتمام،فسيعتقد أن الأمر جاء بنتيجة جيدة، فيستمر في محاولة الاستحواذ على اهتمامك، فلا تعطه هذه الفرصة، ولا تجعله يشعر بالانتصار وإلا سيستمر في استخدام الدراما معك، لذا، اذا سمعت منه أمرا فيه دراما، حاول ألا تتعاطف معه.وخلال كل ما سبق، قم بمراقبة حالتك النفسية، ولا تسمح للكلام الذي يدور حولك أن يؤثر على سلامك الداخلي، أو على الطاقة الموجودة داخلك، ولو أحسست أنك فعلا تتأثر بطريقة سلبية، وأنك غير قادر على وضع حدود بينك وبين هذا الشخص، ابتعد عنه، سواء كان ابتعاد دائم، أو ابتعادا لفترة مناسبة، لتتمكن من استعادة سلامك الداخلي، قبل أن تتعامل معه مرة أخرى.
الانتهازيون الذين يأخذون ولا يعطون. تكتشف هذا النوع من الناس بكل سهولة بحيث يأتون إليك مثل الذئب يتحبب إليك ولما يقضي غرضه سرعان ما يتغير ولا يبالي بك.
26 مشاهدة
