من المقصود بالآية الكريمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وما هي مناسبة نزولها وكيف نكون خير أمة أخرجت للناس؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ سورة آل عمران (110).

- فالله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ أن هذه الأمة (أمة محمد صلى الله عليه وسلم) هي من خير الأمم التي أرسلها الله تعالى وأخرجها للناس وحتى نكون أفضل أمة لا بد لنا بأن نقوم بوظيفتنا على أكمل وجه وهذه الوظيفة تتمثل بالنقاط التالي:

أولاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- والمعروف: هو كل ما أمر به الشرع واستحسنه.
- والمنكر: هو كل ما نهى عنه الشرع واستقبحه.
- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة مهمة من شعائر الإيمان، ولا يصلح أي مجتمع يخلون من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- وليس مطلوب منك تغيير كل المنكر الموجود في المجتمع؟؟؟

- فالمطلوب منك ومنا ومن كل مسلم أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر وفق الاستطاعة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.

- وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه، وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه، فمن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة باليد، ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه، وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب وبالكلام اللين والحسن والأسلوب الطيب نستطيع أن نغير المنكر بإذن الله عز وجل
 
- وحكم إنكار المنكر هو (فرض كفاية) إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.

- ولا يتعين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا إذا (كان لا يعلمه غيره، أو كان لا يقدر على إنكاره غيره)، ومن تعين عليه إنكار المنكر، لم يسقط إلا بعجزه عنه، وذلك بأن يخاف ضررا على نفسه، أو ماله، أو عرضه، لأن من شروط إزالة المنكر أن لا يترتب عليه منكر أكبر منه.
وعليه: فحدود الاستطاعة مرتبط بنوع المنكر هل هو فرض كفاية بالنسبة لك، أم فرض عين، وشرط أن لا يصيبك ضرر بسبب ونهيك عن المنكر، والله تعالى أعلم.

- والأمة مطالبة بأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في مجتمعاتها حتى لا يعمها عقاب الله تعالى بتركه، ففي الحديث الصحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح.
 
ثانياً: الإيمان بالله تعالى، وهو ما وقر في القلب ونطق به اللسان وصدقه العمل وعملت به الجوارح، ومن لوازم الإيمان بالله تعالى أن نؤمن بربوبية الله تعالى وألوهيته وبأسمائه وصفاته كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف.

- ومناسبة نزولها: إنها نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة، رضي الله عنهم، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهودا اليهوديين قالا لهم: نحن أفضل منكم وديننا خير مما تدعوننا إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

- وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا، وقال: «إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» متفق عليه.