من أين تتفجر أنهار الجنة وما هي أسماؤها

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
ورد في صحيح الترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "  في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ ، والفِردوسُ أعلاها درجةً ، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعَةِ ، ومِن فوقِها يكونُ العرشُ ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ فاسأَلوه الفِردوسَ " 
ومن هذا الحديث الشريف نعلم أن أنهار الجنة تخرج وتنبع من الفردوس الأعلى.  

 ومقصوده من أنهار الجنَّةِ الأربعة أنواعُها الأربعة: أنهار الماء، وأنهار اللبن، وأنهار الخمر، وأنهار العسل المصفى،  
وهي المذكورة في الآة 15 من سورة محمد،  في قولِه تعالى: "فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ"  أيْ: ماؤها صافٍ لا يتَكدَّرُ، وليس فيه قذَرٌ
 " وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ"  أيْ: لا يصبح لبنُها حامِضاً بطولِ بقائه وتعرُّضه للأجواء، كما يحدث للألبان في الدُّنيا، بل يظل أبيضاً وطيب المَذاق
 " وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ"  أيْ: خمرها طيِّبةُ الطَّعمِ والرَّائحةِ، ولا تَسلِبُ العقولَ كخمرِ الدُّنيا.
" وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى"  أيْ: عسَلها  صافٍ مِن الشَّمعِ أو الكَدَر. 


 والقرآن الكريم بَشِّرَ الَّذِين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أَنَّ لهم أنهاراً في الجنة تَجْري مِن تحتِها، وأحياناً قال من تحتهم،  قال تعالى: "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُون" ( سورة البقرة،الآية: 25 )

 وقال تعالى: " أُولَئِكَ لَهُمْ جَناتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا "  (سورة الكهف، الآية: 31 )

وورد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعت لي السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة " 

 وما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ: كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ " 

 فقد تنوعت أقوال العلماء في تفسير كون هذه الأنهار مصدرها الجنة رغم  أنها أنهار على كوكب الأرض ومعروفة  لنا ؟؟ 

فالبعض قال أن أصلها من الجنة، كما أن أصل الإنسان من الجنة، فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه الأنهار تنبع من منابعها المعروفة في الأرض. 

 والبعض الآخر قال أنها من الجنة مجازاً، لعذوبتها، ولما فيها من البركة الإلهية، وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم منها. 

وعموماً فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها ولو لم نتصوّر حقيقتها الآن في الدنيا. 

وفسَّر بعض العلماء معنى النهران الباطنان في الحديث السابق بـ " السلسبيل والكوثر" . 


  وأما أسماء أنهار الجنة المذكورة في القرآن والسنة النبوية، فمنها: 

 1 - "الكوثر"  الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: " إِنا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر" (سورة الكوثر، الآية: 1 )   فقد  روى مسلم في صحيحه عن أنس أن الرسول  صلى الله عليه وسلم حين أنزلت عليه " إِنا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر "  قال: أتدرون ما الكوثر؟  قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر وعدنيه الله عز وجل، عليه خير كثير " 

 2 - " بارق"  وهو نهرٌ على باب الجنة، ويكون عنده الشهداء في البرزخ، فقد ورد في مسند أحمد عن ابن عباس بإسنادٍ حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشهداء على بارق، نهرٍ بباب الجنة، في قبةٍ خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً " 

 3 -  ولا ننسى الحديث الصحيح السابق، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "ْسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ،  كُلٌّ مِن أَنْهَارِ الْجَنَّة"  فهذه أربعة أسماء لأنهارٍ في الجنة على معنى من فسّرها  أنها تنبع  حقيقيةً - لا مجازاً - من الجنة . 

 
 اللهم ارزقنا الجنة والتنعم بأنهارها والشرب من كوثرها.