تُعرف الطيور بأنّها حيوانات فقارية، يمتاز معظمها بالقدرة على الطيران، وبعضها يبرع في الجري كالنعام، والغوص والسباحة كالبطريق، وتتواجد الطيور في شتى أنحاء العالم، تمتلك الطيور أجنحة مغطاة بالريش؛ لمساعدتها على الطيران، وذيولًا مغطاة بالريش؛ تساعدها على التوجيه أثناء الطيران، وتستخدم الطيور مناقيرها لالتقاط الطعام وتناوله، واعتمادًا على السجل الأحفوري يمكن القول بأنّ الطيور ظهرت جنبًا إلى جنب مع الديناصورات خلال العصر الجوراسي قبل 160 مليون سنة، وفيما يأتي سنتعرف إلى أسرع الطيور في الجري، والطائر الذي يملك أسرع خفقة جناح:
طائر النعام
بالرغم من عدم قدرته على الطيران، يعتبر طائر النعام الأسرع في الجري بين الطيور، حيث يتميز بقوة ساقيه المذهلة، ويستطيع العدو بسرعة تصل إلى حوالي 72.5 كم في الساعة، ويمكنه المحافظة على سرعته تلك لمدة نصف ساعة.
يعتبر طائر النعام أكبر أنواع الطيور حجمًا، حيث يبلغ طول النعام الذكر حوالي 2.75 مترًا، ويزن أكثر من 150 كجم، بينما تُعدّ النعام الإناث أصغر إلى حد ما.
يُعدّ بيض النعام أكبر البيوض في العالم، وغالبًا ما يكون لون الذكور أسود مع نهايات بيضاء في الأجنحة والذيل، بينما تتواجد معظم الإناث باللون البني، ويتميز النعام برقبة طويلة عارية وساقين طويلتين عاريتين ذات أفخاذ قوية، ويكون رأس النعام صغيرًا ذو عيون بنية كبيرة لها رموش سوداء سميكة.
على الرغم من كون النعام طيور نباتية إلّا أنّها تتغذى في بعض الأحيان على الحشرات والفقاريات الصغيرة، ولا يحتاج النعام إلى شرب المياه، حيث يحصلون على المياه الذي يحتاجونه من النباتات التي يتناولونها، وبالرغم من ذلك إلّا أنّهم يشربون الماء في حال كان متوفرًا، ووفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يُعدّ طائر النعام مهددًا بالانقراض، حيث تتناقص أعداد هذه الحيوانات باستمرار، ويُعدّ النعام الصومالي الأكثر تهديدًا بالانقراض؛ حيث تنخفض أعدادهم بشكلٍ سريع مقارنةً بالأنواع الأخرى.
الطائر الطنان
اشتق اسم الطائر من صوت الطنين الذي يحدثه جراء رفرفة الأجنحة بسرعة، وتبلغ أكبر سرعة لرفرفة الأجنحة للطائر الطنان 15 مرة تقريبا في الثانية الواحدة، يشتهر هذا الطائر بأن أصغر الطيور حجمًا على الإطلاق بل إنه أصغر الحيوانات ذات الدم الحار على وجه الأرض، وهو ذو تاريخ معقد في عالم النشوء والارتقاء.
يتميز الطائر الطنان بالعديد من الصفات الفريدة حيث أنه صاحب أسرع دقات قلب وأسرع عمليات تمثيل غذائي بين الفقاريات، كما أنه الطائر الوحيد الذي يمكنه الطيران إلى الخلف.
وينعم طائر الطنان بقدرات فذة لا ينازعه فيها أي كائن، حيث بوسعه أن يحلق بجناحيه وهو في وضع السكون كما يمكنه الحركة في أي اتجاه بدقة متناهية حتى في حالة هبوب الرياح الشديدة، ولديه أيضا أعلى معدل لاستهلاك الطاقة بالنسبة للغرام الواحد من وزنه إذا ما قورن بأي حيوان، كما يتميز بألوانه الزاهية البراقة التى تخطف الأبصار عند النظر إليها في إضاءة جيدة، إن هذه الخصائص مجتمعة من السرعة والرشاقة والإبداع ليس لها أي نظير في الطبيعة.
تعيش طيور الطنان الآن في أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية ومنطقة الكاريبي، إلا أن أقدم حفريات لها عثر عليها في أوروبا، وقال الباحثون إن هذا يوضح أن الطائر كان يزدهر بأعداد كبيرة في العالم القديم ثم اندثر لأسباب غير معلومة، وأعلن العام 2004 عن اكتشاف حفريات في ألمانيا لأقدم أنواع من طائر الطنان ترجع إلى 30 مليون عام.
أصغر أنواع طائر الطنان بل وأصغر طائر في الوجود هو طائر الطنان النحلة الموجود في كوبا وطوله نحو خمسة سنتيمترات ويزن نحو 1.9 غرام، فيما يعيش أكبرها في أميركا الجنوبية وطوله 20 سنتيمترا ويزن نحو 20 غراما.