منذ فترة أفكر كيف أكتب رسالة الماجستير في الطب هل يوجد تشابه مع بقية التخصصات؟

جميع الأبحاث في شتى الميادين تعتمد النهج العلمي في إجرائها؛ لذلك تسمى بالبحوث العلمية، وهنالك عدة أنواع من المناهج العلمية يمكن للباحث اعتماد أحدها أو اثنين منها للخروج بنتيجة مرجوة من بحثه، وهي:

أولا: المنهج الوصفي المستخدم لتفصيل الدراسة البحثية، وقليلا ما نجد بحثا يخلو منه، فمن خلاله تتم المشاهدات الطبيعية عبر الحواس وتحديد المشكلة، ووضع إطار وصفي لها، وتجميع المعلومات حولها، والتعرف إلى أسباب حدوثها، ووضع الفرضيات واختبارها، وكذلك إجراء التحليل الإحصائي والشرح، وبالتالي التوصل للنتائج، كما أنه يستخدم في الأبحاث الاجتماعية.

ثانيا: المنهج التحليلي، وهو يعد مكمل لباقي المناهج، مثل المنهج الوصفي التحليلي، المنهج الاستقرائي التحليلي، والمنهج المقارن التحليلي، إذ إنه يتكون من عدة عناصر وهي: تحليل المشكلة، التقويم والنقد، التركيب والاستنتاج العلمي.

ثالثا: المنهج التجريبي، وهو الأكثر منطقية، إذ يجعلك تصل لنتائج رقمية تدعم رأي معين، وهو أقل المناهج التي تتعرض للانتقاد، ويتناسب للاستخدام في مجال الرياضيات، والكيمياء، والفلك، والفيزياء، والعلوم التطبيقية، إذ يبدأ الباحث بملاحظة الظاهرة، واستخلاص المتغيرات التي تؤثر فيها، وصياغة فرضيات البحث، ثم التجريب العلمي، والتعرف على تأثير المتغيرات المستقلة في المتغيرات التابعة، وفي النهاية تُوضع نتائج البحث.

رابعا: المنهج المقارن، وهو يستخدم في المجال القانوني والشرعي والاجتماعي، إذ يتم فيه عقد مقارنة موضوعية بين ظاهرتين في مكانين مختلفين، ومعرفة ما توصل إليه الباحثون في الدول الأخرى وتطويع ذلك بما يتوافق مع الظروف المحلية.

خامسا: المنهج الاستقرائي الذي يستخدم في الأبحاث الاجتماعية أو الطبيعية، وهو عبارة عن "استدلال يبدأ من دراسة الجزء ثم التعميم على الكل"، بالاعتماد على الشك والملاحظة والمنطق، وله عدة أنواع مثل: المنهج الاستقرائي التام، والمنهج الاستقرائي الناقص.

كما أن هنالك مناهج علمية أخرى في البحث مثل المنهج الاستنباطي وهو نظير المنهج الاستقرائي، منهج المسح الاجتماعي، منهج دراسة الحالة الواحدة، المنهج الفلسفي، المنهج التركيبي، المنهج الموضوعي، والمنهج التاريخي.

بالتالي نجد أن ما يناسبك كباحث في المجال الطبي هو المنهج الوصفي والتجريبي والتحليلي.

كيف تكتب رسالة الماجستير؟

يجب عليك اختيار عنوان الرسالة بعد القيام بعملية البحث والقراءة المفصَّلة عن الموضوع الذي تود إجراء البحث العلمي حوله، ويجب أن يكون العنوان حديثا ولم يتم دراسته من قبل؛ وذلك لتقدم شيئا جديدا في مجال البحث العلمي.

كتابة خطة البحث، فهي تشكل التصور المستقبلي المسبق لطريقة تنفيذ البحث والخطوات شبه التفصيلية والقواعد التي سيلتزم بها الباحث في أثناء عملية إعداد البحث.

إعداد الإطار العام للبحث، إذ يتم تحديد الخطوط العريضة التي ستعمل عليها فعليا في رسالة الماجستير بالاعتماد على خطة البحث، إذ يتبين فيه مشكلة الدراسة وأسئلتها وأهدافها، والتعريف بمصطلحات الدراسة، فهو يشكل تمهيدا لها، كما يسمى بالمقدمة، ويأتي قبل الإطار النظري.

إعداد الإطار النظري والدراسات السابقة إذ تعمل على جمع المادة العلمية وتعيد كتابتها وتوثيقها، وتضيف المراجع، وتلخص الدراسات السابقة، حيث يشكل القاعدة النظرية التي تعطي القارئ فرصة لفهم نتائج البحث والهدف منه، بالنسبة لتلخيص الدراسات السابقة يجب عليك:

1. تجميع أهم نتائج البحوث السابقة ومقارنتها بدراستك.
2. أداة الدراسة التي تشكل وسيلة لجمع البيانات من عينة البحث، إذ إنها تجيب عن أسئلة الدراسة مثل الاستبيان.
3. تحكيم أداة الدراسة للتأكد من سلامتها، وإبداء التعديلات اللازمة على الأداة المستخدمة للحصول على أفضل النتائج.
4. منهجية الدراسة وجمع البيانات وهي عبارة عن مبادئ رئيسية توضح طريقة الإنجاز الميداني للدراسة، التي يتم فيها جمع البيانات التي تبنى عليها عملية التحليل الإحصائي، بحيث يتم التوصل عبرها لنتائج الدراسة، وهذا يتم باتباع أحد المناهج العلمية المذكورة سابقا مثل الوصفي والتجريبي.
5. التحليل الإحصائي وتفسير النتائج، يجب عليك تحويل البيانات التي تم جمعها لنتائج سهلة الفهم عبر عملية التحليل الإحصائي، ومن الضروري تحري الدقة في النتائج وصحتها.
6. مناقشة النتائج، أي مقارنة نتائج دراستك بنتائج الدراسات السابقة مع ضرورة تنويع المراجع والمناقشة وفقاً للأصول الأكاديمية.
7. كتابة التوصيات التي خرجت بها من البحث.

وفي النهاية، يجب عليك إجراء فحص السرقة الأدبية لرسالة الماجستير الخاصة بك، منعا للوقوع في أي مشكلات، وكذلك إجراء عملية التدقيق اللغوي لها، وتنسيق الرسالة وفقاً لدليل رسائل الجامعة، إلى أن تتمكن من مناقشتها ونشرها في مجلة علمية محكمة.