متى يكون في التسامح مهانة للشخص

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
غالبًا ما يكون التسامح دال على المهانة عندما يصدر عن ضعف، فالشخص الضعيف الغير ممتلك للثقة بالنفس وغير قادر على المواجة ويصدر التسامح كوسيلة دفاعية للتخلص من الشعور بالقلق والتوتر والخوف نقول أنه شخص مهان لأنه بسلوكه حقق الرضوخ ولم يحقق من سلوك التسامح العزة والرفعة ومن أهم الأسباب التي تجعل الشخص يصدر التسامح من باب الضعف:

  • عدم القدرة على حل المشكلات: الشخص الغير قادر على فهم الإشكاليات التي يمر بها ولا يتملك المهارات للتعامل مع المواقف وخاصة التي تترك الأثر السلبي عليه هو شخص غير قادر على حل المشكلات وبالتالي يظهر بمظهر المتخاذل المذلول لأنه لا يمتلك إلا السماح أمام ما يتعرض له من ذل ومهانة ضمن الموقف الصعب، ومثل هذا الشخص يكون عرضة وبشكل مستمر للمهانة من قبل المحيط والبيئة التي هو بها، مما يعني صدور التسامح بشكل مهين لعدم القدرة على حل مشكلاته.

  • عدم القدرة على اتخاذ القرار: عدم امتلاك القدرة على اتخاذ قرار معين يتسق مع الاتجاهات والميول والرغبات لوجود تبعيه معينه لأشخاص أو جماعات سبب في أن يصدر التسامح بصوره فيها مهانة لأنه يصدر بشكل غير مقبول عن النفس.

ومن ناحية أخرى يمكن القول أن التسامح الصادر بطريقة غير عقلانية وحكيمة هو فيه قدر من الهانه، فالانسان المسامح الغير قادر على تقدير المواقف التي فيها ذم وقدح والمواقف التي فيها قدر من المزاح هو شخص مذلول مهان من مختلف الأفراد فلا ينظر له بنظره تقدير لأنه متقبل لأن يتم الاعتداء عليه وعلى وجوده وكيانه، وهنا لا يمكن القول على أن ما يصدر عن الفرد هو سلوك قوة به هو سلوك ضعف يدل على المهانة والإهانة.

والتسامح الذي لا يتم فيه الاعتراف بالمسؤولية ويؤثر بطريقة سلبية على المشاعر ويفرض فرض خوفًا من التبعات المترتبة نتيجة نظام دكتاتوري هو تسامح مهين، هذا الأمر قد نجده في الأسرة والدولة وفي العلاقات الاجتماعية المختلفة، وعليه لا بد أن يحدد كل فرد ما له من مسؤولية حقيقية حتى يتمكن من تحديد مواضع التسامح الحقيقي الصادر بشكل قوي ويحقق العزة حتى لا يكون صادر بشكل عبثي يؤدي إلى مزيد من فرض السيطرة والتحكم والتبعية وبالتالي الشعور بالإهانة.

كما أن التسامح القائم على تحقيق المصالح الشخصية والذي يمكن القول عنه بمثابة الرشوة المعنوية هو تسامح مذل يجعل صاحبه في مكان الأناني المحقق لمصلحته مقابل التخلي عن قيمة ومبادئه الخاصة.