يعرف النضج على أنه القدرة على الإستجابة للبيئه بطريقه معينه صحيحه ومناسبه, وغالباً ما تكون هذه الإستجابة مكتسبه ومتعلمة وليست فطرية غريزيه, ويشمل النضج الوعي بالوقت والمكان المناسب للسلوك المناسب في ظل ظروف ومبادئ المجتمع المحيط, فالنضج هو الفهم الحقيقي لمغزى الحياة.
ويتميز النضج بإنتقال الإعتماد من "الإعتماد على الأخرين" إلى "الإعتماد على النفس" فيما يتعلق بإتخاذ القرارات.
وحتى نصل إلى النضج والذي يمكننا من الإعتماد الكامل على النفس في التعامل مع المواقف فلا بد أن نمر بمراحل عده وهي:
- أولا: لابد من اتمام مراحل النمو المعرفي والتي تتضمن : التذكر, والفهم, والتطبيق ,والتحليل ,والتركيب ,والتقويم فهذه العمليات العقليه لها دور كبير في تشكيل الأساس لنضج الإنسان فمن يتعامل مع المواقف بداية بهذه العمليات هو قادره على تجاوزها.
- ثانياً: لا بد من تحقيق الأمان من سلامه جسديه ووضيفيه, وأمن موارد , وأمن أسري...إلخ, فغياب هذه الحاجات لن يمكن الشخص من أن يكون في صحه نفسيه وعقليه جيده لكي يصل إلى النضج فهو مهدد في أي وقت وبالتالي غير قادر على التعامل مع المحيط بغياب الأمن.
- ثالثاً: الإعتماد على الذات في تحقيق الإنجازات وتحقيق قدر من المسؤوليه الفرديه مما يساعد على اكتساب مهارات جديده في مواقف مختلفه تساعد على بناء الشخصيه والوصول بها إلى النضج .
- رابعاً: تقبل الواقع والتعامل معه فرفض الواقع وإنكاره لن يصل بالإنسان لأي درجه من درجات النضج فهو دائم النقد دون إيجاد الحلول ,فتقبل الواقع يسمح للإنسان برؤيه السلبيات والإيجابيات ووضع خطه لتعامل مع ما هو قادم سواء على الصعيد الإيجابي أو السلبي.
أخيراً لا بد أن نوضح بأن النضج يتطور بتطور مراحل الحياة ولكل جانب من جوانب الإنسان نضج خاص فهنالك نضج عاطفي, ونضج لغوي, ونضج اجتماعي, ونضج نفسي, ولكل مرحلة عمريه نضجها الخاص بها مما يصل بنا إلى النضج العام, إلا أن المراحل السابقه يمكن أن تتطبق في أي نوع من أنواع النضج عند إكتسابها.