يدرك الطفل الطلاق في كل مرحله من مراحل نموه بطريقه معينه:
يتأثر الطفل من عمر الولاده وحتى 18 شهر بعدم وجود الأب من خلال ظهور مشاعر التوتر المنتقله من الأم للطفل إلا أنه غير قادر على فهم الأسباب الكامنه وراء الإنفصال, وقد يشعر بالتوتر خاصه بعد مرحله السنه لعدم رؤيه والده بشكل مستمر معه, إلا أنه قد طور روتين معين لعدم وجود الأب, لكنه غير قادر على ادراك مفهوم الإنفصال (فالإدراك هنا عباره عن تعود وليس ادراك حقيقي).
من عمر 18 شهر إلى 3 سنوات؛ يكون مفهوم الإنفصال لدى الطفل أمر سلبي فهو غير قادر على فهم الأمر لحاجته للأب وللأم للشعور بالأمن فغياب الأب سيشكل لديه شعور بعدم الثقه, ولما لصفات الطفل النمائيه من تمركز حول الذات سيرى أن بعد الأب عنه أمر شخصي, ففي هذه المرحله سيدرك عدم وجود الأب إلا ان الأمر سيكون شخصي بالنسبه له, وفي هذه المرحلة حتى نساعد الطفل على إدراك واستيعاب مفهوم الإنفصال لابد على الاب والأم تطوير مهارات الطفل والتعامل معه بثقه واهتمام وطلب من المقربين التعامل مع الأطفل بمثل هذه الطريقه, (الإدراك شخصي يربط الإنفصال بنفسه).
من عمر 3 إلى 6 سنوات؛ لايفهم الأطفال فكره الطلاق بأكملها وقد يطرحون الرغبه في عوده الأم والأب لنفس المنزل نتيجه ما يراه من نمذجه لصوره العائله التقليديه أو نتيجه ما يسمعه من اقرانه خاصه في مرحلة الروضة, والطفل في هذه المرحله غير قادر على فهم الأمر لأن الطلاق بالنسبه له أمر ناتج عن عوامل غير محسوسه (عوامل خارج نطاق ادراك الطفل) فهو يرى بأن الطلاق أمر غير مبرر لعدم قدرته التحكم بنتيجته لغياب العوامل المحسوسه فيه, في هذه المرحلة لابد من الحديث مع الطفل بطريقه واضحه وصريحه فيها وضوح مناسب للعمر, ولابد أن يكون الحديث متسق بين الأم والأب مما يبعد أي نوع من انواع التيه والضياع عن الطفل عند سماع امور تتعلق بموضوع الطلاق متناقضه من الطرفين.(إدارك شخصي, يبدا بفهم بعض الأمور)
6 إلى 11 سنه؛ يبدأ الطفل يكون مفهوم وتقبل عام لعدم وجود الأب إلا أنه لا يتعامل مع الأسباب بشكل منطقي نتيحه قصور التفكير التجريدي لديه, وفي هذه المرحلة قد تتبدأ مشاعر اللوم تتشكل لدى الطفل نتيجه التفاعل الإجتماعي مع الأقران لعدم وجود الأب, وبعد عمر 11 سنه يبدأ الطفل بتفهم الطلاق بشكل منطقي أكثر ويصبح قادر على فهم الأسباب والمسببات.(ادراك شبه مجرد يعمل على إدراك مجرد لاحقًا)
وأرى أن الطفل الرضيع حتى وصوله لمرحله عمر المراهقه سكون اعتاد على روتين معين لعدم وجود الأب فهو يدرك أن الأب غائب إلا أنه غير مدرك سبب غايبه خاصة عندما يكون له لقاء اسبوعي أو يومي أو غيره مع الأب, إن طبيعه الإنفصال هذه قد تترك أثر كبير على الطفل في مراحل سابقه خاصه عندما نتحدث عن قلق الإنفصال, وتطوير الإستقلاليه والشعور بالأمن, عند الطفل, فكلما زاد شعوره بعدم تحقيق الأمن والإستقلاليه من الأب زاد شعوره بغياب الأب إلا أنه لن يدرك أن الأم والأب منفصلين نتيجه الطلاق لما للطلاق من مفهوم مجرد بنسبه له لايمكن التعامل معه إلا من خلال التفكير فالنمو المعرفي للطفل يمر في مراحل تبدأ بالمراحل الحسيه الماديه وتنتهي بالمرحله المجرده في مرحله المراهقة فالإدراك الواعي لإنفصال الأهل الناتج عن فهم فكري يكون في مراحل متأخره من مراحل الطفوله, وقبل هذا تكون كل عمليات التفاعل مع الطفل خطوات تمهيديه للوصول للوعي اللازم, فإدراك أمر معين لايمكن ان يكون بشكل مفاجئ أو قائم على عمر معين فمثل هذا الأمر يعتمد على ما يمر به الطفل من خصائص نمائية معرفيه في كل مرحله من مراحل عمره وما يقدمه الأهل من اهتمام او توجيه فقد يصل بعض الأشخاص لمراحل عمريه متأخره ولا يستطيعون ادراك الأمر نتيجه غياب التوجيه الصحيح من قبل الأهل بما يتعلق بأمر الطلاق.
المصدر:
- .parents.com/age by age guide to what children understand about divorc