متى يتوقع جفاف بحيرة طبريا بالكامل

 تعدّ بحيرة طبريّا مصدر مهمّاً فهي تغذّي العديد من البحيرات، وبالمقابل هي تتغذّى على مصادر مياه أخرى أيضاً، الّا ان الوضع المائيّ للبحيرة في خطر حيث قال الخبراء المختصّون إنّ منسوب المياه في البحيرة بانخفاض مستمرّ، ويتوقّع جفافها خلال السنوات القادمة. فقد خسرت البحيرة أربعة أمتار خلال العقد الماضي وهذا الانخفاض أدّى لانخفاض منسوب المياه في البحيرة .

بدأت البحيرة من عام 2003 تعاني من انخفاض في منسوب المياه فيها، حيث تمّ وضع خطّان أحدهما اسودّ ويعني قياس منسوب المياه فيه والخطّ الأسود يعني مرحلة الجفاف وتعني أنّها قد وصلت إلى أكبر حدّ ممكن ويعطي هذا الأمر تنبئ بأنّ الجفاف كامل، والآخر خطّ أحمر ويعني أنّ المياه قد وصلت إلى حدّ الجفاف والنقصان. وعند انخفاض منسوب المياه في البحيرة خلال القرن الماضي أربعة أمتار، فان هذا أدّى الى ان تتخطّى الخطّ الأحمر الّذي يعطي مؤشّراً نحو انخفاضها باتّجاه الخطّ الأسود. وعادت المخاوف تراود الجميع بعد الانخفاض الملحوظ في منسوب المياه عام 2009 الأمر الّذي لم تشهده البحيرة خلال التسعين عاماً الماضية، وتوقّع وصول المنسوب للخطّ الأسود وبالتالي المخاطر الّتي ستحدث لو حدث هذا للبحيرة فهو سيؤثّر حتماً على الحياة المحيطة بها، وعلى الكائنات البحريّة الّتي تعيش بداخلها.

على الرغم من وجود موارد طبيعيّة تغذّي البحيرة بالماء، فتعتمد اعتماداً كبيراً على مياه فصل الشتاء فهي تزيد من منسوب مياه البحيرة، فبحيره طبريّة تقع شمال شرق فلسطين، وتحديداً في منطقة الجليل، ومنطقة الجولان السوريّ وتخضع لحكم القوّات المسلّحة الإسرائيليّة، وعلى الجانب الشماليّ من نهر الأردنّ فهي بذلك تعتمد أيضاً على مياه نهر الأردنّ إلى حدّ بعيد في تغذيتها من الجهة الشماليّة.



 تعدّ بحيرة طبريّا من أشهر البحيرات، والّتي تملك مياه صالحة للشرب، حيث يبلغ طولها 12 كيلو متر تقريباً وعرضها 13 كيلو متر، كما وتصل أعمق نقطة فيها إلى 46 متر. اشتهرت بحيرة طبريّا كونها ثاني اخفض بحيرة في العالم بعد البحر الميّت في الأردنّ، وسبب تسميتها يعود إلى الإمبراطور الرومانيّ (تيبيريوس قيصر) الّذي تولّى منصب قيادة الجيش الرومانيّ آنذاك. تأسّست البحيرة عام 20 ميلاديّ ولها عدّة أسماء بحيرة طبريّا وبحيرة الجليل يبلغ عمقها 213 متر تحت مستوى سطح البحر.


أسباب جفاف البحيرة:

وهنا يجب الحديث عن البحيرة أكثر، حيث إنّ المحتلّين قاموا بأخذ جزء من مياه البحيرة، وقامت الشركة الإسرائيليّة للمياه في عام 1967م بتسليم مياه البحيرة إلى المدن المحتلّة القريبة منها، واستحوذ الاحتلال على ربع حاجّه البحيرة السنويّة من المياه، ونظراً لعدم وجود تنظيم وترشيد في استهلاك المياه فإنّ منسوب مياه البحيرة ما زال من انخفاض مستمرّ.

من تؤثّر ظاهرة الاحتباس الحراريّ على بحيرة طبريّة فقط بل كان لها تأثير على غيرها، وذلك لأنّ الارتفاع في الحرارة يؤدّي إلى زيادة كمّيّة المياه المتبخّرة وبالتالي يقلّل من منسوب المياه وبالتالي تؤدّي إلى زيادة في الجفاف. كما يعمل الاحتباس الحراريّ على انخفاض كمّيّة الأمطار الّتي تهطل خلال فصل الشتاء وبناء عليه سوف ينخفض مستوى منسوب المياه في البحيرة بشكل واضح

يؤثّر منسوب مياه نهر الأردنّ على بحيرة طبريّة فهو المغذّي الأساسيّ لها، وخلال الفترات السابقة انخفض مستوى المياه في نهر الأردنّ والينابيع الّتي تغذّيها وتجعلها تتغذّى بدورها (بحيرة طبريّا) انخفاضاً ملموساً في منسوب المياه فيها حتّى وصلت إلى الخطّ الأسود الّذي يعطي مؤشّراً بالجفاف 

بالإضافة إلى نهر الأردنّ تتغذّى بحيرة طبريّا على وديان أيضاً مثل: وادي عبدان، وادي العمود، وادي الحمّام، وادي الريضيه (ويعرف بوادي التفّاح أو وادي سلامه)، وادي العشّة ووادي الجاموسة.