بدأت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثاني عشر هجري تقريبا وذلك لما خرج من العيينة عام 1157 هـ باتجاه الدرعية والتقى هناك بأميرها محمد بن سعود وتحالفا وتعاهدها على محاربة البدع والشركيات التي كانت منتشرة في ذلك الزمن.
أما أصل تسميتها "بالوهابية" فهي تسمية أطلقها عليها خصومها وأعداؤها لتنفير الناس عنها وتشويهها فنسوبها إلى أول من قام فيها وهو "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله، ولم ينسبوها إلى اسمه الأول " محمد" لأنهم لو سموه المحمدية مثلاً لما كان في ذلك نكير بل لربما التصقت باسم نبينا محمد عليه السلام، فنسوبها إلى اسم والده للتنفير منها.
مع أن عبد الوهاب والد الشيخ محمد كان من علماء الحنابلة المعروفين في منطقته العيينة ولم يكن من المطعون فيهم.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته من أكثر الشخصيات التي تعرضت للطعن والتشويه والكذب والافتراء عليه لأنه خالف عادات الناس وتقاليدهم وما كان مشهوراً في زمنهم من التصوف الغالي والخرافات والتعلق بالقبور والطواف بها وتقديم القربات لها والاستغاثة بأصحابها ودعائها مع الله وترك التمسك بتعاليم الإسلام وشيوع المنكرات والفواحش بلا نكير.
وكان رحمه الله قد تلقى العلم في المدينة ومكة والبصرة وأنكر في البصرة على أهلها ما كانوا عليه من عبادة القبور والطلب من أصحابها فأخرجوه وآذوه ثم رجع إلى بلدته العيينة فخاف أميرها تهديد من حوله من الأمراء إن هو وقف مع الشيخ فخرج الشيخ من بلدته إلى الدرعية وهناك تلقاه أميرها محمد بن سعود آل مقرن وأيده وناصره ووقف معه وحمل دعوته.
وكانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تتخلص بالعودة إلى التوحيد الصافي كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بإفراد الله بالألوهية وعدم صرف أي عبادة لغير الله، والتمسك بشرائع الإسلام وإقامتها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فحاربه وعاداه أكثر من هم في الجزيرة العربية وحاولوا تشويه دعوته وكذبوا عليها ونسبوا إلي الشيخ ما لم يقله من تكفير عموم الناس واستباحته هدمه الحجرة النبوية وغير تلك المزاعم.
وجرت بينه وبين خصومه حروب انتصر في أكثرها حتى ساد على الجزيرة العربية وظهرت دعوته فيها ودخل مكة والمدينة، وتوفي رحمه الله عام 1206 هـ.