ما هي وظيفة ناظر الوقف وما هي حقوقه وواجباته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المقصود بناظر الوقف: هو الشخص القيّم على أصل الأعيان الموقوفة وله الحق في رعايتها وإدارة شؤونها والمحافظة عليها واستغلالها استغلالاً نافعاً وإجراء العمارة اللازمة لها وجعل الشارع الولاية على الوقف أمراً لازما وحقا مقرراً.

- ووظيفة ناظر الوقف محصورة في أمرين:
الأمر الأول: المحافظة على الوقف، ورعايته، وصيانته، وتنميته.
الأمر الثاني: صرف الوقف في الجهة التي سمى الواقف، ولا يتصرف إلا بإذن القاضي.

- أما حقوق ناظر الوقف فهي:
من حقوق ناظر الوقف أن يُجعل له مقدارٌ من المال في كل شهر أو سنة، أو مقدارٌ نسبيّ معينٌ من الغلة نظير قيامه بأمور الوقف ورعاية مصالحه، فإذا كان الواقف قد عيّن للناظر أجراّ فهو له، وإذا لم يكن الواقف قد عيّن للناظر أجراً على قيامه بشؤون الوقف فللقاضي أن يجعل له أجراً مناسباً بحيث لا يزيد على أجر مثله، لأن الزيادة في أجر المثل يترتب عليها إدخال النقص في حقوق المستحقين من الوقف.

-أما واجبات ناظر الوقف فتتلخص بالنقاط التالية:

أولاً: القيام بالمحافظة على الوقف من حيث الصيانة والترميم المستمرة له وتعهده بالخدمة والنظافة.
ثانياً: القيام بالدفاع عن حقوق الوقف والمستحقين له في المخاصمات القضائية حتى لا تضيع هذه الحقوق.
ثالثاً: القيام بتأدية جميع الديون المترتبة على الوقف بشرط - أن لا تزيد عن الربع - من ريع الوقف الشهري أو السنوي لأن أداء هذه الديون مقدم على الصرف على المستحقين لأن في تأخيرها تعريضا للوقف بأن يحجز على ريعه.
رابعاً: القيام بأداء حقوق المستحقين في الوقف (من الورثة أو غيرهم) وعدم تأخيرها إلا لضرورة كحاجة الوقف إلى العمارة والإصلاح أو الوفاء بدين وغير ذلك.
خامساً: الأمانة وعدم التقصير في الأصول الوقفية وتحصيل ريعها وفقاً للقواعد العامة للمسؤولية، كما يفترض عليه القيام بتقديم حسابٍ سنوي إلى القضاء وفقا لأسانيد مكتوبة وموثقة.


وعليه فإذا قصّر ناظر الوقف بالمهام السابقة فيجوز عزله سواء كان من ولاه النظارة الواقف أو القاضي، لأن القاضي له حق العزل لخيانة تثبت على الناظر أو لفقدانه أهليته، وفي حالة عزل الواقف أو القاضي الناظر لا ينعزل الناظر إلاّ إذا علم بالعزل فكل تصرف يباشره قبل علمه يكون نافذاً ما دام له الحق في مباشرته.

- كما أن هناك شروطاً لا بد أن تتحقق في ناظر الوقف فإذا أخل بشرط منها فيجب عزله وهي:

أولاً: أن يكون مسلماً، فلا ولاية للكافر على شؤون المسلمين.
ثانياً: أن يكون عاقلاً، فلا ولاية للمجنون على الوقف أو غيره.
ثالثاً: أن يكون بالغاً، فالصغير لا يحق له أن يعيّن والياً وناظراً للوقف.
رابعاً: أن يكون عدلاً بأن يتصف بصفات العدالة والثقة والأمانة وعدم الغش أو السرقة أو الخيانة.
خامساً: أن يكون مؤهلاً للقيام بهذه المهمة.

- ومن أروع القصص في الوقف ما حصل مع الصحابي أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
-فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين». فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه.