حاول جون لوك من خلال نظرية المعرفة أن يثبت أن مصدر المعرفة الإنسانيّة الحقيقي هو الحس. ويبيّن فيها كيف يمكن لهذه المعرفة أن تأتي إلى العقل، حيث يرفض بذلك قول الفلاسفة الفطريين مثل ديكارت، والذين يؤكدون أن العقل مزود بأفكار فطريّة تولد وتأتي مع الإنسان. و أكد جون لوك أن المعرفة تعتمد بشكل كلي على الحواس، وبدون هذه الحواس لا يمكن الوصول بشكل مطلق إلى معرفة واضحة صحيحة ، وأنه لا يمكن للمعرفة الإنسانيّة أن تتطوّر من دون استخدام الحواس.
اطّلع جون لوك على كثير من الفلسفات التي جاءت قبله، مثل الانجليزيّة اليونانيّة وغيرهما، وبعد دراسة طويلة بشكل متعمق في الأفكار، استطاع التوصل إلى وضع نظريته في المعرفة. ويعتبر لوك أول فيلسوف صاغ ووضع نظريّة المعرفة بمعناها الدقيق، ووضعها في بحث منظم مستقل . ويعتبر لوك رائد الفلسفة التجريبيّة، والحسيّة، مثلما يعتبر رينيه ديكارت رائد الفلسفة العقلية.
ويعتقد جون لوك في رفضه الأفكار الفطرية والغريزية على حجة مفادها أن العقل أو الذهن يولد صفحة بيضاء خالية من معرفة أو أفكار أو حروف، فلو أن المذهب الغريزي صحيح فلمَ الحاجة إذاً إلى الاختبار و الملاحظة .
يرفض جون لوك أيضاً وجود أي مبادئ أخلاقية، لأن المجتمعات تختلف من مجتمع لآخر ومن عصر إلى عصر آخر، فمثلاً فكرة الفضيلة عند جون لوك ليست غريزية فطرية لأن الناس يتماشون حسب مصالحهم ومنافعهم الشخصية نحو السعادة و اللذة، و يرجع جون لوك المعرفة إلى مصدر واحد فقط وهو التجربة فهي بدورها تقوم على الحس عن طريق الحواس الخمس.
إذن بشكل مبسط؛ تقوم نظرية المعرفة عند جون لوك على أن مصدر المعرفة هو التجربة فقط، ويرفض لوك أية أفكار غريزية أو فطرية ويعتبرها أفكار غير صحيحة.