للأسف الكثير منا يتجاهل كالأب أو أم في العصر الحالي توجيه وصية لابنهم المقبل على الزواج، وكأن الأبناء يجيدون فن التعامل مع الزوجات، وكان من نتيجة ذلك ما نسمع عنه في بيوتنا من عنف وإهانة ضد الزوجة، وعدم القدرة على احتواء المشكلات والتسرع في الطلاق
ولكن حفظت لنا كتب التراث وصايا بعض الأمهات لبناتها ومنها وصية أمامة بنت الحارث لابنتها
أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خَرَجْتِ، وخَلَّفْتِ العُشَّ الذي فيه دَرَجْتِ، إلى وَكْر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا.
فكوني له أَمَةً يَكُنْ لكِ عبدًا وَشيكًا.
يا بنية، احملي عنى خصالاً عَشْرًا، تكن لك ذخرًا وذكْرًا.
• الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
• والتعهد لموقع عينه، والتفقد لموضع أنفه؛ فلا تقع عينُه منكِ على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
والكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب الطيب المفقود.
• والتعهد لوقت طعامه، والْهُدُوُّ عنه عند منامه؛ فإن حرارةَ الجوع ِ مَلْهَبة، وتنغيصَ النوم مبغضة.
• والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وِحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسنُ التقدير، وفي العيال والحَشَم حسن التدبير.
• ولا تفشي له سرًّا، ولا تعصي له أمرًا؛ فإنك إن أفشيتِ سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أَوْغَرْتِ صدره.
ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا
[11]، والاكتئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولي من التَقصير، والثانية مِن التكدير.
وكوني أشدَّ ما تكونين له إعظامًا؛ يكن أشدَّ ما يكون إكرامًا.
وأشد ما تكونين له موافقة؛ يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة.
واعلمي أنك لا تَصِلِين إلى ما تُحبين حتى تُؤْثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت، والله يَخير لك )).
فَحُمِلَتْ فَسُلِّمَتْ إليه، فَعَظُم مَوْقِعُهَا منه، وولدتَ له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.