ذوي الإحتياجات الخاصة: هم فئة من المجتمع تعاني إعاقة في احد وظائف الجسم المهمة، كالبصر والسمع والنطق والعقل وغيرها، وقد كفل المجتمع الحاضر لهم حقوقهم واهتم بمعاملتهم معاملة خاصة تليق بهم.
- إن أصحاب الإحتياجات الخاصة قبل مجيء الإسلام لم تكن حقوقهم تُحفظ، ولا مشاعرهم تُراعى، ولو نظرنا إلى حالهم في تاريخ الغرب قديمًا؛ فقد شهدت هذه الفئة إهمالا وعُنصرية واضطِهادًا، وهذا يعود إلى جهل الغرب ومعتقداتهم الخاطئة بأن أمثال الصم والبكم والعمي وذوي الإحتياجات الخاصة بشكل عام لا فائدة منهم، حتى أن العلماء الغرب قد آذوا هذه الفئة فزعم أفلاطون الذي يتفاخرون به حاليًا أن ذوي الإحتياجات الخاصة فئة خبيثة وتشكل عبئًا على المجتمع، وقد مانعوا كل أنواع المساعدة لذوي الإحتياجات الخاصة.
- أما العرب فقد كانوا يتجنبون الجلوس والحديث معهم تكبرا عليهم وخجلًا، إلى أن جاء الإسلام وحفظ حقوقهم وأمر بمراعاتهم والرفق بهم، حتى انتقلت هذه القناعات إلى الغرب تدريجيًا فأصبح ذوي الإحتياجات الخاصة يحظون باهتمام ورعاية خاصة.
- مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع ذوي الإحتياجات الخاصة:
من صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الرفق، وقد حظت هذه الفئة بجزء كبير من رفقه ورحمته وعطفه، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء:107].
ومن صور رفقه ورحمته بهم:
1. عن أنس رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة! فَقَالَ: “يَا أُمّ فُلاَنٍ! انظري أَيّ السّكَكِ شِئْتِ، حَتّىَ أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ”، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها. رواه مسلم.
وهذه صورة من صور رحمته عليه الصلاة والسلام، فمع أنه يحمل على عاتقه مسؤليات الأمة الإسلامية كاملة؛ إلا انه لم يرضى إلا أن يقضي لها حاجتها.
2. موقف يبين لنا عظيم خلقه وشدة حلمه وعفوه عن جهلهم عليه الصلاة والسلام:
ففي معركة أحد وعندما توجه النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه تجاه أحد ومر بمزرعة لرجل منافق ضرير، أخذ هذا المنافق يسب النبي وأخذ في يده حفنة من التراب وقال للنبي: والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك لرميتك بها! حَتى همَّ أصحاب النبي بقتل هذا الأعمى المجرم، فأبي عليهم نبي الرحمة وقال: “دعوه!
مع أنهم كانوا في قتال إلا أن نبينا كان ارحم به فتركه ومضى.
3. وأيضًا من صور تكريمه صلى الله عليه وسلم ومواساته لهم حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله عز وجل أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثَبْته عليهما الجنة، حديث صحيح.
وكريمتيه هنا تعني عينيه.
4. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه، تكريمًا وتشريفًا له: “سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح” وكان أعرج، وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: “كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة”.
- هذه بعض المواقف ولو تمعنا في سير الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لوجدنا إقتدائهم برسولهم صلى الله عليه وسلم يبدو واضحًا بتكريمهم لهذه الفئة الطاهرة النقية.
- هذا هو ديننا السمح، وهذا هو نبينا الكريم الذي علمنا الرحمة والرفق والعطف والحلم، ونحن كمسلمين لا يقع علينا سوى الإفتخار بديننا وبنبينا صلى الله عليه وسلم، والإقتداء به، والمدافعة عن هذه الفئة الضعيفة وحفظ حقوقهم، والله ولي التوفيق.