ما هي مواضع ذكر الضنك في القرآن الكريم وما هي مناسبة نزولها مع تفسيرها

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٢٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
ورد الضنك في قول الله تعالى في سورة طه: " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى" الآية 124.

ومعنى الضنك أي الضيق، ولذا فإن الآية في معناها الأم تقول، من لم يستجب لذكر الله وأدار له ظهره ولم يتعظ به فقد بشره الله بعيشة شقية لا هناء فيها وغنما ضيق شديد دائم، الذي يجعل الحياة لا راحة فيها.

وهذا وعيد شديد من الله عز وجل، لكل من يعرض عن ذكر الله عز وجل وعن طاعته والتزام أوامره، وذلك بأن يضيق عليه حياته، وهذا الضيق يشمل ضيق قلبه فلا يكون مرتاحاً بذاته، والمشقة في حياته بأن يتعب بالحصول على رزقه، أو أن لا ينتفع بما يملكه من مال وتفقد البركة، وبعد أن يقضي حياته الدنيا بضيق ومشقة، يحشر يوم القيامة أعمى، بسبب إعراضه بالدنيا.

وقد نزلت سورة طه، لتشد أزر الرسول صلى الله عليه وسلم وتقويه، ملا كان يلقاه من عناد كفار قريش وأذاهم، فقد نزلت السورة في المرحلة الأولى من الدعوة قبل الهجرة إلى المدينة، وفي ذلك القوت كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُستهزأ به ويُكذب، لذا جاء السورة، لتذكره بمهمته وتبشره بمصير المؤمن المصدق وعاقبة الكافر المكذب.

بالإضافة إلى ذلك، جاءت السورة لتكون تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بعرض قصص الأنبياء الذين سبقوه وبيان حالهم مع أقوامهم، وخصوصاً ذكر موسى عليه السلام وقصته مع فرعون الطاغية سحرته، وكيف نصره الله بالمجزات، بين له عاقبة المسلم وجزاء الكافر.