ما هي منطقة عمريت الأثرية وما أهميتها التاريخية؟

تطل منطقة عمريت الأثرية في سوريا على ساحل البحر المتوسط في منطقة خصبة عند تقاطع نهرين هما نهر عمريت شمالاً والنهر القبلي، وقد أسست في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت إحدى المدن الشمالية الهامة للحضارة الفينيقية. ازدهرت عمريت ونمت لتصبح إحدى المدن الثرية في عصرها، وبسط الإسكندر المقدوني سيطرته عليها عام 333 قبل الميلاد، لتُعرف بعدئذٍ تحت اسم "ماراثوس" باللغة اليونانية خلال العهد السلوقي. هذا وقد تفوقت عمريت على جزيرة أرواد المقابلة لها من حيث أهميتها الاستراتيجية ورغد العيش فيها، واستقلت عن تلك الجزيرة عام 219 قبل الميلاد. انتهت الحقبة الذهبية لمدينة عمريت في القرن الثاني ق.م.، حيث هجرها سكانها وأصبحت موقعاً خالياً، لكن آثارها لا تزال صامدة في مكانها لتمكننا من استشفاف تاريخ الساحل الشرقي للبحر المتوسط ورسم ملامح صورة الحياة الاجتماعية والثقافية للمنطقة في ظل الحضارات المتنوعة التي تعاقبت عليها في العصور القديمة.