السؤال جاء في وقت مناسب كوني لم أغادر المنزل منذ شهور لذلك ثق بي الشعور ليس لطيفاً، ربما استخدام كلمة مخاطر قد يكون مبالغاً فيه هنا، حيث أن لا خطر حقيقي قد يصيبنا جراء الجلوس المستمر في المنزل لكن هذا لا يعني أن الأمر لا يحمل سلبيات ولا يترك فينا أثراً سلبياً، لأن الخروج من المنزل واستنشاق الهواء النقي بين الحين والآخر والاختلاط مع الآخرين من الحاجات الأساسية للإنسان، وحرمان الفرد نفسه من هذا النوع من التواصل يترك أثراً كبيراً على الفرد ومن هذه الآثار:
- فقدان القدرة على التواصل : مهاراتنا الاجتماعية مثلها مثل العضلات، تحتاج إلى الصقل بالتدريب المستمر والاستخدام المتكرر، والتوقف عن هذا النوع من التواصل الاجتماعي قد يجعلنا ( Socially Retarded ) أي أننا عاجزون اجتماعياً عن القيام بالواجبات أو التحدث مع الآخرين أو مواكبة التطور.
- الاكتئاب : الإنسان بطبعه يمل الروتين ويشعر بعد فترة بالإحباط والرغبة في مغادرة المكان الذي يجلس فيه، لذلك اتخاذ قرار مثل قرار عدم الخروج النهائي من المنزل مصيره الإحباط والملل والكآبة والكسل والخمول وكذلك الإعياء أيضاً.
- نقص فيتامين D : عدم التعرض إلى الشمس والهواء النقي بين الحين والآخر يؤثر على صحتنا الجسدية، لذلك تجد أغلب الناس يتمتعون بمزاج سيء في الشتاء وذلك بسبب توقفهم عن التعرض للشمس، فالشمس مهمة لجسم الإنسان كما أننا نستمد منها فيتامين دال وزيادة تركيز صبغة الميلانين في الجلد.
- عدم تطور الفرد : نحن لا نتطور من الدراسة والقراءة فقط، ما لا يدركه البعض أنه يتعلم من الآخرين أكثر مما يتعلم في المدرسة، حيث أن الإنسان كائن اجتماعي ويحتاج إلى تحقيق حاجته في الانتماء والإنجاز ولا يستطيع القيام بهذا بمعزل عن الناس، لأن هؤلاء الناس هم فرص تعليمية تمشي حوله، تعامل مع الكل بهذه العقلية حتى تتطور، وليس أن تجعل نفسك حبيس المنزل.