هناك العديد من القصائد والأشعار المؤثرة التي قيلت في هادم اللذات, وهو الموت, ومن أشهرها قصيدة ابي العتاهية وهو شاعر عباسي قالها عن الموت, يذكر فيها كيف ان الحياة الدنيا فانية مهما تنافسنا فيها, فهي تمر سريعاً حتى نكاد لا نشعر ان ايامها مرت, وأنه يكره المصائب ويكره الموت ويفضل عيش الحياة ورغدها على الموت والفناء, وبعد ذكر حبه للحياة يذكر حقيقة عدم دوام الحياة على نسقها( شروق ثم غروب لشمس) أي لا بد من يوم ينتهي فيه هذا الروتين الفاني, أن لا مفر من الموت مهما صنع الانسان ومهما هرب منه فإنه قدر مكتوب لا مفر منه.
فهو يتخيل نفسه متخوفاً مما سيصيبه عند موته, ويتخيل أن جنازته قد اقيمت وانتهت وذهب به صحب لدفنه في مأواه الأخير ويردمون قبره بالتراب, فيبكي عليه أحبابه وينحبون, ويتمنون لو أنه يرجع للحياة ولا يخطفه الموت منهم,و أخرى تنادي عليه بأقوى صوت لكنه لا يستطيع إجابتها بأن لا عودة ولا مفر! وينهيها موقناً بحتمية وصول الموت إليه ونيله من نفسه كما نال من أنفس من سبقوه , وهذه القصيدة مكونة من 9 أبيات على البحر الطويل, وهذه أبياتها:
نُنافِسُ في الدُنيا وَنَحنُ نَعيبُها ** لَقَد حَذَّرَتناها لَعَمري خُطوبُها
وَما نَحسَبُ الصاعاتِ تُقطَعُ مُدَّةً ** عَلى أَنَّها فينا سَريعٌ دَبيبُها
وَإِنّي لَمِمَّن يَكرَهُ المَوتَ وَالبِلى ** وَيُعجِبُني رَوحُ الحَياةِ وَطيبُها
فَحَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى **يَدومُ طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غُروبُها
أَيا هادِمَ اللَذاتِ ما مِنكَ مَهرَبٌ ** تُحاذِرُ نَفسي مِنكَ ما سَيُصيبُها
كَأَنّي بِرَهطي يَحمِلونَ جَنازَتي ** إِلى حُفرَةٍ يُحثى عَلَيَّ كَثيبُها
فَكَم ثَمَّ مِن مُستَرجِعٍ مُتَوَجِّعٍ ** وَباكِيَةٍ يَعلو عَلَيَّ نَحيبُها
وَداعِيَةٍ حَرّى تُنادي وَإِنَّني ** لَفي غَفلَةٍ عَن صَوتِها ما أُجيبُها
رَأَيتُ المَنايا قُسِّمَت بَينَ أَنفُسٍ ** وَنَفسي سَيَأتي بَعدَهُنَّ نَصيبُها