إن قصة فيلم المهرج ذو التجاعيد قد تبدو مألوفة لعدد كبير منا فهي بالنهاية ثقافة اشتركت بها عدد من البلدان، تماما مثل قصة الغولة وأبو قدم مشوهة التي أخبرنا بها اباءنا لتخويفنا وبغرض فرض سيطرتهم على شقاوتنا
يتمحور الفيلم ذو الخمس وسبعون دقيقة عن مهرج يتقاضى مبالغ مالية لإفزاع الأطفال وهو فيلم مستوحى من قصة حقيقية لشخصية واقعية، يرى مخرج الفيلم “مايكل نيكولاس” أن وراء هذا العمل التصويري يقبع عدد من الأفكار الخفية عن سلوكيات الأفراد وتأصل الخوف في عقول الأطفال، وأيضاً يسلط الضوء على الشبكة العنكبوتية وضررها على عقول المراهقين، والفكرة الأساسية من الفيلم كانت كشف سر المهرج المجهول الذي داعب فضول الكثيرين
في سنة 2015 ظهر مقطع على منصة اليوتيوب لشخص يرتدي زيّ مهرج وقناع مهرج ذو ملامح مخيفة برز من تحت سرير نوم طفلة نائمة، وفي الوصف التابع للفيديو مكتوب بأن المهرج يدعى” المجعّد” وأنه يعيش في ولاية فلوريدا وقد تم تكليفه لإخافة الطفلة من والديها لسوء أخلاقها وتجاهلها الآداب العامة، وسرعان ما اجتاح مقطع الفيديو هذا الشبكة العنكبوتية وتلاها مقاطع أخرى لنفس الشخص يقوم بأعمال مماثلة وفي الوصف رقم هاتف وبجانبه مكتوب رقم الخدمات السلوكية “أي رقم المهرج “إذا ما أراد أحد الآباء تهذيب أبنائه أو حتى إنه متوفر لعمل المقالب إذ ما تتطلب ذلك، حتى وصل الأمر من بعض الآباء الاتصال على الرقم فقط لمجرد تخويف أبنائهم لسمعته المخيفة المنتشرة بين الأطفال، مهمّة المهرج هو لعب دور الفزاعة للأطفال المشاغبين والذين يخلون أدبهم وذلك مقابل المال الذي يحصل عليه من والدين الأطفال المشاكسين
تم تصوير هذا الفيلم ليأخذ طابع الأفلام الوثائقية وذلك بعد سماح المهرج لطاقم العمل باللحاق به وتصوير يومه كامل كما هو، وطبعاً تم إضافة بعض عناصر الدراما والمؤثرات لتحميس المشاهدين، قد لا يكون الفيلم مناسب للأعمار الصغيرة لتصنيفه ضمن أفلام الرعب الوثائقية أما عن نجاح الفيلم فلم يكن كما المتوقع فالإيرادات وصلت حد الخمسة عشر ألف دولار في شباك التذاكر الأمريكية وما يقارب الألفان ونصف الألف دولار عالمياً، وهذا القدر من المال يعتبر سيئ لكن لم يهم ذلك المهرج على أية حال
من هو هذا الشخص؟
لا أحد يعرف تماماً من اين اتى هذا المهرج على غرار أنه مقيم في فلوريدا، لكن على حسب ادعائه أنه من الجنود الأمريكيين القدامى الذين خدموا في حرب فيتنام وهذا يجعل من عمره يتجاوز الستين عاماً، أما عن الظاهر للعيان فهو مجرد رجل متشرد يرتدي زي مهرج للعمل على إخافة الأطفال وكسب رزقه من أعمال رديئة كهذه، وهو يقطن في حافلة صغيرة ويستخدم المال الذي يجنيه للتسكع في البارات والملاهي الليلية مهدراً لكن دولاراً يكتسبه في نفس اليوم
هل عليك مشاهدة الفيلم؟
قد تبدو الإجابة سهلة على هذا السؤال وهي “نعم” بصوت عال،
لكن لماذا؟ أنت كشخص قد عرفت اليوم أن الفيلم الذي تساءلت عنه ليس مجرد فيلم خيالي أو من نسج الخيال، فهو قصة حقيقية غريبة قد حصلت قبل بضع سنوات وقد يفيد مشاهدة الفيلم بالتعرف على تلك الفترة الزمنية في ذات المنطقة على وجه الخصوص والولايات المتحدة بصفة عامة وكيف كانت ردة الفعل وما هي الدروس الذي استفاد منها ذلك المجتمع الصغير، وأيضاً سيكون من الجيد التعرف على شكل حياة الرجل الذي أحدث بلبلة في الأوساط الإعلامية حتى إنه قد وصل إلى “tonight show” وغيره من البرامج الوطنية الأمريكية
لذا استغني عن تلك السبعين دقيقة عزيزي واستمتع بذلك الفيلم الرديء، ولإشعال رغبتك في مشاهدة الفيلم إليك عزيزي هذا المقطع على منصة اليوتيوب الذي حدثتك عنه في
Wrinkles The Clown Caught on CCTV
786 مشاهدة
