قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) سورة الفجر ( 6-8 )
- فقد ذهب بعض المفسرين بأن هذه القبيلة التي لم يخلق الله كقوتهم وشدتهم وجبروتهم وضخماتهم ، فقيل أنه كان الرجل منهم يأتي على صخرة فيحملها على الحي فيهلكهم .
- بينما فسرها بعضهم بأن المقصود مدينة تسمى أرم هي التي لم يخلق مثلها .
- فبعد أن نجى الله تعالى سيدنا نوح عليه السلام ومن آمن معه في السفينة، وأغرق كل من كفر به . استمرّت عبادة الله وحده فترة طويلة من الزمن، حتى جاءت الأجيال جيلا تلو الاخر ففسدت الأحوال وظهر الشرك مجددا ، فأرسل الله تعالى سيدنا هود -عليه السلام- إلى قوم عاد ،يدعوهم إلى التوحيد وحسن الأخلاق وعبادة الله وحده لا شريك له وذلك بعد أن أزاحوا عن الحق وأشركوا بالله تعالى واتّبعوا الهوى وتجبروا في الأرض، ، لكنّهم كفروا به وكذّبوه وتكبروا وتجبروا واغتروا بقوتهم واتّهموه بالسفاهة والكذب، حتى لحق بهم عذاب الله تعالى,
- وعليه : فقد وصف الله تعالى بأنه لم يخلق مثل قبيلة إرم في البلاد ، كما قلنا لضخامة أجسادهم - حيث تكبروا واغتروا بقوتهم وجبروتهم فخرجوا عن طاعة الله ورسله فذكر الله تعالى كيف أهلكهم .
- وهذا فيه تحذير وإنذار لكل من يتكبر عن طاعة الله تعالى ويغتبر بقوته سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول ، فالله تعالى قد أهلكهم بذنوبهم فقال تعالى : ( فأهلكناهم بذنوبهم ) فهي قاعدة قرآنية وسنة إلهية كونية ( أن الذنوب سبب في هلاك الأمم والشعوب ) .