- العطر مباح ومشروع للرجال والنساء ، ولكن التحريم بالنسبة للنساء هو الخروج من بيتها متعطرة ويشم رائحتها الرجال .
أما علة التحريم فيكون بخروج المرأة معطرة بالطيب وهي في طريق الرجال ومجامع الرجال لأنه يسبب الفتنة للرجال. ويعمل على تحريك شهوة الرجال.
- ففي الحديث الصحيح : عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) أخرجه النسائي .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه استقبلته -أي في الطريق- امرأة متطيبة فقال: أين تريدين يا أمة الجبار؟ فقالت المسجد. فقال: وله تطيبت؟ قالت نعم. قال أبو هريرة إنه قال: أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبة تريد المسجد لم يقبل الله عز وجل لها صلاة حتى ترجع فتغتسل منه غسلها من الجنابة. وأمرها بالغسل ليس لأنها جنب، وإنما أمرت بالغسل لتذهب رائحة الطيب . أخرجه أحمد .
وقد كان عمر رضي الله عنه يضرب بدرته من تتطيب ويقول: (تتطيبن وقد علمتن أن قلوب الرجال عند أنوفهم. )
- بعكس الرجل الذي لو تعطر وخرج وشم رائحته النساء الأجنبيات فلا حرج عليه ، إلا إذا قصد بنيته للتعطر إفتتان النساء به - خاصة إذا كان العطر الذي يضعه محبب ومغري للنساء - فغذا كانت نيته كذلك فهو آثم بهذه النية ، لأن الوسائل لها حكم المقاصد عند الأصوليين .
- أما أن تتعطر في بيتها وخاصة لزوجها فهذا من الأمور المسنونة والمستحبة
-ومن حسن عشرة الرجل مع زوجته أن يتزين ويتعطر لها كما يحب هي أن تتعطر ووتتزين له فقد أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة ) لأن الله تعالى يقول: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) {البقرة 228}
فعليه نقول بأن العطر مباح للمرأة في المنزل وبحضور النساء ولا حرج إن تعطرت في مجمعات النساء ولكن علة التحريم تكون في خروجها إلى الشارع متعطرة