خروج الإمام المهدي في آخر الزمان من علامات الساعة التي يؤمن بها غالب أهل السنة والجماعة، فالأحاديث في ذلك كثيرة منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف وبعضها صريح بذكر اسمه وبعضها يشير إليه، وهي بمجموعها تدل دلالة واضحة ظاهرة عليه.
وبعض العلماء يعد خروجه من العلامات الفاصلة بين الصغرى والكبرى ويسميها وسطى، لأنه يدرك خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وهذه من العلامات الكبرى للإجماع وإن كان سابقاً عليها، فموعده قبل العلامات الكبرى بسنوات، فخروجه علامة على انتهاء الصغرى وقرب ظهور الكبرى.
أما العلامات الدالة على قرب خروجه خصوصاً ويمكن أن نقول أنها تحققت فهي ثلاث علامات:
1. امتلاء الأرض جوراً وظلماً، جاء في الحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين" (رواه أبو داود).
ونحن نشهد في هذا الزمن امتلاء الأرض جوراً وظلماً وفساداً وحرباً لأهل الإيمان، فلا تكاد تجد عدلاً مطلقاً، واشتداد هذا الظلم مؤذن بفرج قريب!
2. اختلاف الناس وتفرقهم وتشتتهم وعدم وجود جامع يجمعهم أو كلمة توحدهم، وهذا أمر نشهده ونعيشه حيث تفرقت كلمة المسلمين وتشتت شذر مذر.
3. كثرة الزلال في الأرض، وهذه العلامة قد تكون من أثر انتشار الظلم والفساد أن الله يبتلي أهلها بكثرة الزلال، وهذه العلامة فاشية ظاهرة أيضاً في زمننا.
والدليل على العلامتين الأخيرتين ما جاء في الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا..." (رواه أحمد والترمذي)
أما العلامات التي قد تقترن بخروج المهدي ولم تظهر بعد فهي الملاحم التي تكون في آخر الزمان خاصة بين المسلمين والروم.
فقد أخبر النبي عليه السلام أن المسلمين سيصطلحون مع الروم ثم يغزون عدواً من ورائهم، ثم يحصل قتال بين المسلمين والروم ويأتي الروم تحت 80 راية تحت كل راية 80 ألف مقاتل وينزلون بالأعماق في منطقة دابق في حلب وفسطاط المسلمين يومئذ بالغوطة في دمشق، وتحصل ملحمة عظيمة يستشهد فيها ثلث جيش المسلمين ويهرب ثلثهم وينتصر ثلثهم، ثم يتابعون الفتوحات حتى يفتحوا القسطنطينية مرة أخرى ثم يخرج الدجال.
والظاهر أن المهدي يكون في ضمن هذه الملاحم.
والله أعلم