يعدّ غاز السارين غاز سام جدّاً عديم الرائحة والطعم وذو خطورة كبيرة، فهو يؤثّر على عمل الجهاز العصبيّ اللاإراديّ مثل حركات التنفّس وقد تؤدّي إلى الوفاة أحياناً. فيكفي كمّيّة قليلة أقلّ من حجم ذرّة الملح للقضاء على حياة الإنسان. وبسبب جميع الآثار السلبيّة الّتي يسبّبها غاز السارين الّتي سأذكرها لاحقاً كان لابدّ من الوقاية منه، فمن يشكّ بأنّه قد تعرّض لغاز السارين يجب عليه على الفور أن يقوم بما يلي:
- أن يقوم الفرد بخلع ملابسه وتمزيقها وذلك دون القيام بتمريرها من فتحة الرأس وعدم ملامسته له، وأن يقوم بوضعها داخل أكثر من كيس بلاستيكيّ ثمّ إغلاقهم بشكل محكم.
- يعدّ السارّين أثقل من الهواء ويبقى في الأسفل، لذلك يفضّل أن يترك الشخص المتعرّض لغاز السارين مكانه والصعود لمكان مرتفع.
- أن يقوم الفرد بالاغتسال بالماء، مع البقاء في حوض الماء لمدّة ربع ساعة فعلى الفرد الّذي تعرّض للسارين أن يسارع في إزالته من جسمه، وأن نوفّر له العلاج والرعاية الصحّيّة والطبّيّة اللازمة في المستشفى بأسرع وقت ممكن.
الطرق الّتي يتعرّض بها الأفراد لغاز السارين:
- بعد أن يتعرّض الفرد لغاز السارين تستمرّ ملابسه بإطلاق غاز السارين لمدّة ثلاثين دقيقة بعد هذا التعرّض، وقد يكون هذا هو السبب في تعرّض الأشخاص الآخرين للسارين.
- بعد القيام بإطلاق غاز السارين في الهواء الطلق، يتعرّض حينها الغاز للأفراد عن طريقة ملامسة الغاز لجلدهم أو عيونهم أو عن طريق تنفّسهم الهواء.
- يعتبر بخار السارين أثقل من الهواء ويستقرّ في المناطق المنخفضة وبذلك يكون الأفراد عرضه له أكثر
- قد يخالط غاز السارين الطعام وبهذه الطريقة ينتقل للطعام ومنه للأفراد
- يتحلّل السارّين ببطء في جسم الإنسان ومن هنا فإنّ الأشخاص الّذين يتعرّضون لغاز السارين أكثر من مرّة فإنّهم يتعرّض لوعكات صحّيّة أكثر ضرراً
- قد يتعرّض الأشخاص للسارين نتيجة اختلاط السارين بالماء وبالتالي انتقاله للأفراد
آثار غاز السارين:
لعلّ الآثار الناجمة عن السارين تعتمد على كمّيّة السارين الّتي تصل إلى الفرد وعلى الطريقة الّتي يتعرّض لها أيضاً، وعلى طول الفترة الزمنيّة لتعرّضهم، وقد يكون السارّين سائل أو غاز ففي حالة كان السارّين سائلاً فسوف تظهر الأعراض على الأفراد في فترة تتراوح ما بين دقائق وثماني عشرة ساعة بعد التعرّض له، أمّا في حالة كان السارين غاز (بخار) فسوف تظهر الأعراض على الفرد خلال ثواني معدودة. حيث يؤثر هذا الغاز على الأعصاب بقوّة فتعمل على توقّف عمل الغدد والعضلات بالطريقة الصحيحة، وتؤثّر أيضاً على عمل الجهاز التنفّسيّ وعلى القيام بوظائفه. تعدّ خطورة السارين قصيرة الأمد وذلك كون السارين سريع التبخّر والتحوّل للحالة الغازيّة ومنه يصل للاأفراد بصورة أسرع. ومن الآثار السلبيّة لغاز السارين ما يشكّله من ألم حادّ في العينين وضبابيّة في الرؤية وزيادة السعال والتعرّق وضيق في التنفّس وسيلان الأنف وإفراز اللعاب والشعور بالغثيان والأرق وألم حادّ في البطن ودوار وصداع شديد كما يؤدّي إلى تسارع في نبضات القلب وتقلّب في ضغط الدم بين مرتفع ومنخفض وإسهال وكثرة التبوّل.
وفي حالة كان تأثير السارين على الحجاب الحاجز فإنّه سيكون مميتاً حينها، وذلك كون الحجاب الحاجز هو المسؤول عن عمليّتي الزفير والشهيق وذلك لأنّه في حالة حدوث التسمّم بغاز السارين تستمرّ الخلايا العصبيّة بتحرير مادّة تدعى استيل كولين وهي تساعد على تقلّص العضلات وحدوث عمليّة الشهيق دون الزفير وذلك بسبب غياب وفقدان جزيئات "باك مان" وهذا يؤدّي إلى الاختناق.
العلاج من غاز السارين:
نستطيع القيام بمعالجة المصاب بغاز السارين في حالة تعرّضه الى كمّيّة قليلة من الغاز، ويكون ذلك باستخدام مضادّ للتسمّم يسمّى براليدوكسيم، حيث يقوم مضادّ التسمّم بعمليّة فصل للسارين عن جزيئات "باك مان" والّذي يساعد على هذا الإنزيم بأداء وظيفته في تفكيك مادّة الأستيل كولين.